لست أعرف أي الديار اسكنها

[صمت الهنائي]

أوراق شعري لا تبكي لا تتألمي
فيزيد بي جرحا وأنزف دموعي عليك كذاك المطر
يروي أزهاري بعد ما ذبلت في شرفة غرفتي
لا تبكي قلمي فحروفي تناثرت ملت من ما بك من ألم
ملت من حبرك الأسود واي سواد ذاك الذي فيك؟
حتى أنا مللت نفسي مللت دموعي التي أراها كل يوم
أقسمت أن أترك الحزن خلفي ولكنه يلاحقني
كظلي ينام معي حتى في سريري فلا أرتاح منه
تبعثرت كل حكاياتي أقسمت أن ألوذ بالفرار عنه
وهربت حقا هربت عنه بعيدا
ولكن ليس اليوم أكاد اخفيها دموعي عمن حولي
أكاد أخفي ألما بداخلي أراه يحاصرني
كنت اهرب عنه بعيدا واليوم ذهبت أبحث عنه
فوجدته ينتظرني في ذاك الطريق
فاتحا ذراعيه لي فما هربت منه بل بكيت بصدر أحزاني
حتى جف جفن عيني من الدموع ...
عانقتها أحزاني حتى أراها ملت مني هي الآن
...
لا تسألوني ما بحزني فإذا نطق الحرف مني
سيكتبها أشعاري سيكتبها والحبر دمعي
والألم سينزف قصة جديدة لا أريدها أن تكون في أوراقي
...
انا كل حكاياتي مبعثرة من الألف الى الياء مشتتة
ممزقه على غطاء سريري وفي شرفة غرفتي
...
أنا لست الا بقايا انسان يموت كل يوم ببطء
حتى يتوقف قلبي عن النبض
فتتوقف حروفي التي أنزفها هنا وهناك
...
أنا حكاية انسان وليس به من الذنب غير انه
عشق الحياة بما فيها
فخاض كل تجاربها والجرح بداخله لم يندمل
...
أنا سمفونية الشوق تكتبني لمن في قلبي أسكنتهم
وبين أضلعي خبأتهم
عن هموم الدنيا فاستقبلتها أنا عنهم
...
أنا لست الا قصة تكتبني اليوم وغدا ترثيني ألف حكاية
ما عدت أعرف أي الديار أسكنها
كنت بين حروفي أعيشها واليوم هجرتها
تركتهم خلفي رحلت عنهم لأجلهم
...
لذا لا تسألوني من أنا ولا ما بي من الحزن
فحزني لا يتحمله بشر
لذا لا تسألون ومن هنا قد لا أعود بحرفي
ولكن سأبقى بين أقلامكم أعانقها وأعانق حروفكم
فقد ضاع الحرف مني وتاهت خطوتي
وما عدت أجيد صياغة خواطري
همس الهنائي
24/3/2012
5:47م