وحدك وعطر الفجر

[محمد الطويل]

رائحة الفجر والعطر وتلابيب خيوط الشمس وحراك الناس السائرة جموع وفرادا إلى مواقعهم والطفل النائم بين دفء الشراشف والعيون الكسلى التي تتلقى هذا الصباح بكل الحب .. من بين كل هذا ينسل الشوق تباعاً كانسلال خيوط الشمس إليك .

أيها القابع في قلبي قريباً والساكن بعيداً عن عيني كم سألت عنك النهارات وظلام الليل ... كم فتشت بين زوايا ذاتي عنك شوقاً إليك .. كم وقفت مراراً على أطراف موج بحر مسقط لعله يأتيني بخبر عنك .. كم سارت أقدامي على تراب بوشر تبحث عن بقايا خطاويك .. كم حدقت في المدى سائلاً كل من يعبره عنك .

ضاقت الدنيا بي وأنت بعيد ... صار طيفك يلازمني ... صرت أهذي في كل حين باسمك ... أنادي وأنادي ولا يعود سوى الصدى . طافت سنوات العمر ثكلى بالانتظار وبالحلم الوردي الذي لم يتلون سوى بذات اللون .. طافت على العمر أمنيات جميلة مغلفة باللقاء معك بعد عودتك من السفر البعيد .. طافت على العمر لحظات ولحظات لكن اليأس لم يتسلل ولم تحبط عزيمة قلبي في انتظارك ولم ينام الغبار على وجودك فيه .

قل لي : ألم تحن ساعة الصفر بعد ... ألم يتحرك في ذاتك شوق إلى ذاتي ... ألم تهديك النهارات المتتالية والجموع السائرة إلي ... ألم يقودك الشوق إلى مكاني ، فأنا منذ تلك الأعوام العشر وأنا في ذات المكان ... أكتب رسائلي مغلفة بعطر الصباحات كل صباح إليك وكلما دنا الليل لففت ذكراك تحت وسادتي ووضعت رأسي وأرخيت أهدابي ونمت وأنت بين الأهداب وتحت الوساد .

عد إلى قلب يحبك وينتظرك فقد أضنته سنين الانتظار .. عد إلى من فتح دهاليز الأمل وترك بابه مفتوحاً لك وحدك .. عد قبل أن يتسلل اليأس إلي وقبل أن تزداد الفصول دوران وتزداد أنت اغتراباً وبعدا .. عد فهذا أنا أنسج لك شال كشميري مطرز بالأصداف والزينة منتظراً عودتك .




المعذرة أتى النص هكذا وأنا جالس في خضم قسم النثر والخواطر فلم يعالج ولم يراجع فتقبلوه كما هو إن أمكن والمعذرة إن علقت به الشوائب فمروركم عليه سوف ينقي شوائبه .