عشتُ يتيماً

[كمال عميره]

أختي الطيبه همس القلم.....
هذه ليست مفردات اللغة..............ليس كلاما يقال أو يسجل.....
هذه إحتراقات الفؤاد المبتلى.....
نار الأعماق التي ترى ...وتحس.....لكنها تستشعر حكمة الأقدار...
لكن دعني اهمس في قلبك.............واسمعيني يا همس....
ليس اليتم ما تفضلت به...........رغم ذلك الإحساس بالوحدة.....والفراغ الذي يمكن أن يرخي سدوله عليك...
في إعتقادي.....اليتم الحقيقي...........هو جفاف القلب............وحرمانه من حقه في أن يكون ممتلئا بذرات عواطفه المنسابه على كل جزيئات الجسد....فيصير ساحرا....وفياضا في نبض المشاعر....
اليتم هو هذا الخواء الذي يلفنا......هذا الضياع الذي يرمينا في هوة سحيقة من جحيم المعاني....وفراغ المشاعر....
اليتم هو كل الذي نراه وننكره.......يسير فينا شاهدا قذرا ولا يمكننا بأي حال تغييره....
ذلك أن اليتامى الحقيقين قد شمروا على نذالتهم في كل الساحات.............وأغتالوا أعماق الابوة والامومة فيهم...........ثم صاروا كل ذئاب المرحله...
أما أنت.....أختاه فلا يمكنك أن تحزني .....فقد ذهب من تحبينهم.........إلى لقاء من احبوه....وصار يمكنك في هذا الزمن الهجين.........أن تصيري الإستثناء الجميل.........وأن تتحدي اليتم......بإ‘لاء ذكرهم............والدعاء لهم......وأن تفيض مشاعر الحنان والرأفة على كل من ترينهم في حالتك................فقد يكون الفرق الحقيقي..........هنا هو قدرتك الساحرة على الوعي والفهم............والقوة والصبر.....فيما سيكونون في أمس الحاجة لك..........فأنت من جربت وأحسست وقاومت وعرفت مرارة النجربه..........................
حارق همسك...هنا يا همس......
نازف دمعك.....وقلمك......وكل مشاعرك......
وهذه علامة الإنسان اليقظ الواعي فيك............
داومي على هذه الاحاسيس الساحرة الإنسانيه فهى منجيتك من بلادة هذا الواقع المزيف الذي نعيشه للأسف... شكرا على نصك الشجاع...........والمؤلم.......والواقعي.....دمت