التعاسة........والتفاهة

[كمال عميره]

أعتقد أن اكبر مشكلة تسبب لنا التعاسه والإرتباك......وتؤدي بنا أحيانا إلى الدمار....هي أن نشعر أن حياتنا تافهة................ولا معنى لها.....وأنها صارت فارغة............ولا تستوجب منا أن نعيشها كما نريد ونسعى....
في هذه الحالة............نبدأ بالشكوى..............الشكوى من العمل............ومن المحيط والناس والظروف..............ورويدا رويدا يتحول كل شيئ........إلى مرارة صاعقة لا يطيقها اي إحساس....وقد تدفع بنا إلى ما هو اكثر من الشكوى........فنقوم بعملية تبديد واسعة لإمكاناتنا وأوقاتنا ومشاعرنا............ونجد حينها أن الجلوس في المقاهي مثلا له لذة لا نجدها في قراءة كتاب..............وفي التسكع والفرجة على الحياة والسخرية من الناس...........لذة اخرى لا نجدها في العمل ومحاولة الفهم الصحيح للأشياء.............وهذا الموقف...يؤدي بنا إلى أن نفرغ الحياة التي نعيشها من قيمها الحقيقيه..........الطموح والجهد والنجاح والرغبة في الوصول.....ووووو
وكل هذه المواقف تؤدي بنا إلى التعاسة.............إذ نفرغ الحياة من قيمها الأصيله والحقيقيه.......
إنه إنتحار يتم على مراحل...................على عشر سنوات أو 20 سنه أو اكثر..........ولكنه في النهاية...........هروب موجع من الحياة.........وكراهية لا منطقية لها........وبحث دائم عن الغيّاب عنها.....
ماذا تكون نتيجة حياة من هذا النوع......؟؟
ماذا يكون حصاد زرع من هذا الطراز ؟
إن النتيجة الأخيرة...............هي إنعدام الشعور بالحياة....................وإنعدام الشعور بأن الغنسان قد ترك في هذه الدنيا.....أثرا مفيدا............وجميلا...
وهذا السؤال عن نتيجة الحياة............سؤال هام ومخيف......وبعض الناس يهربون من السؤال تماما...........وبعضهم يواجهونه بفزع.....وإرتباك...........وآخرون يواجهونه بقوة.......
والنوع الأخير.......هو وحده الذي يصل..............إلى نتيجة ترضي نصاعة الوجود الإنساني......فهو من يصل إلى ثمرة ترضي أعماقه الصافية....وتقضي على شعوره بالتفاهة.....
والاجمل........أن هذا الثمرة.....قد تكون هي مجرد العمل...........والبذل..........وقد تكون مجرد المحاولة للخروج من هذا الوضع ....
ألا يستحق الامر في النهاية............أن نبذل جهدنا.....بغية الوصول إلى ما يجعلنا حقا طافحين بالألق والإنسانيه في ربوع هذه الكرة الأرضيه......................التي لن تسعد....طالما نحن بعيدون.............عن كل اسباب السعاده التي نمتلكها..........لكن للأسف لا نوظفها...........................فإلى متى...........نظل أغرابا...........على شساعة الحياة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟