لأنه أنت ......

[يزيد فاضلي]

...عندما يتعاتبُ الأحبة ويتلاومون-ست قوافي البديعة-فإن أكماماً من زهْر البَيْلسَان ستقفُ هناكَ في أقاصي الوريدِ،تضطرمُ بإدمان المحبة..والإلفة..والوفاء..

فقد تتقاطرُ موْجاتٌ من عِتابٍ خفيفٍ،يَتضلَّعُ به اللسانُ حيناً ويتنزَّى به مِدادُ اليَراع حيناً آخر،وقد يبدو-لظاهر العيْن-أن احمراراً من وميضه قد أخذ من عباراتِ الحروف مأخذاً،إلا أن الحقيقة أن وراءَ التضلع استمراءً لذيذاً ووراء التنزِّي اشتهاءً مريئاً،وأن من وراءِ حِدَّةِ الاحمرار بصمة الحب القرمزية التي ارتشفَها الخافِقُ الوفِيُّ حتى صارَ مُنتَجعاً ومُخيَّماً دائماً لذكرى مَنِ أحبَّ وأخلَصَ وهَفـَـا..وإلاَّ فما بالُ ( جميلٍ ) وقد حملَتْ غيْمَاتُ حبه لـ ( بثيْنَتِهِ ) قصة ًمن محبةٍ ووفاءٍ،تناقَلَها الركبانُ في سَديم الدهر والزمان بغيْر ما صيَّرَ الوجودُ من عَدَم..ما بَالُ جميلٍ-وقد أحبَّ ووفـَّى-بدأ رحلة تصابيه الخالدة بلقاءٍ عجيبٍ مع بثيْنتِهِ،تغشَّاهُ عتابٌ..وصراخٌ..بل شجارٌ وسُبابُ.. !!!

وأولُ ما قـَـادَ المَــودَّة َبيننا ** بوادِ بَغيضٍ يا بُثيْنُ سُبابُ
فقلتُ لها قولاً فجاءتْ بمثله ** لكل سؤالٍ يا بُثيْنُ جَوابُ..!!

نعمْ ست قوافي..

لكِ أن تعاتبي..وكيفَ لا تفعلي..؟؟ !!

ولأنه ( أنتَ )..فينبغي أن تفعلي..

وليَذهبِ العتابُ لحد المشاكسة..ليَكُنْ.. !!

فقد جئتِ في عتابِكِ-بما واريْتِ من جُمَلٍ-وكأنكِ تهمسينَ خلفَه : يا أيها المجتبَى..يا مَنْ أتى مَدداً،رجوْتُكَ (( ...لأني بكل بساطةٍ أتفهَّمُكَ..لأني بكل بساطةٍ أصدقكَ... ))..رَجَوْتُكَ لعلي في مَلامَتي أقتفي أثراً للشمس إليكَ،أو فليَمُتْ رهْنَ العتابِ كَلِمِي.. !!!

ما أعذبَه-سيدتي البديعة-عتاباً يورِقُ دفئًا..وحناناً..وينسكبُ في الشغافِ كوْثراً وسلسبيلاَ.. !!

ما أحَرَّهَا مَلاَمة ً تـُذكِي في الخَلـَـجَاتِ رغبة ًمُوَلـَّهَة ً تمتطي صهوة َالآمال والآحلام في بَوْتَقاتِ الشوق وضـُرام الاحتراق..

وما أرَقـَّها كلماتٍ،تبعثُ نبضاً مُخْضَوْضَراً في روابي المعاني..فيُورِقُ النرجِسُ المفتونُ في مشاتِلِها..وتعْزِفُ ألحاناًَ عِذاباً،تسْحَبُنا صوْبَ المِدادِ وتـُغري فينا-نحن القراءَ-مَسكة َ القلـَمِ.. !!

كتبتِ-سيدتي-وأجدْتِ..فأجملتِ...فأبدعتِ...