تماماً-أختي البديعة المبدعة رحيق الكلمات-كأولئكَ الذين استنكفتْ منهم مروءَة ُالقول والكتابةِ مِنْ أن يكتبوا فصلَ العشق الأول والأخير بينهم وبين الحرف والحب وحطامهما..!!
يكتبونه بين الناس ووسَط جلبَتِهِم وقـَضـِّــهِم وقضِيضِهِم،فانداحَ منهمُ القلبُ والعقلُ والوجدانُ من أن ترحلَ قرائحهم إلى بهيم الليالي القمراء،حيث يُسامرونَ عرائسَ الحُـــور من الأحرف والكلمات...!!!
تماماً مثلَ هؤلاء أراكِ سيدتي البديعة....
إنه ليسَ سَمَراً،بمعنى السمر الذي يَعقبه إرهاقٌ،فاستجداءٌ بعدَ ذلكَ بمطارح الراحةِ حيث يتجشأ الجسَدُ وردياتِ النعاس والسِّنة...!!!
لاَ...لاَ...لاَ...!!!
السمرُ مع الحرف وحطاماته،يعني حضور الوجود في مأدبة المعاني...يَعني أن يتألقَ عالمٌ من الزهر والأقحوان،سينتشرُ في باحة الرقص مثل الشفق القطبي الذي ينتشر كموْشورٍ،يملأ الدنيا كلها بفرحة الحرف..وبهجة الحرف..ورقصة الحرف...
ولنذكرْ أن فيلسوف الهند وحكيمها الشعري الكبير طاغــــــور،قال يوماً عن مدينته الساحرة كَالكُوتا : ((...هي الآجُــــر الأحمر في أعين الناس،قد تنهارُ يوماً ويتآكلها الزمنُ..لكنها في عيني تعويذة ُالحب التي خيطتْ بأسلاكِ حروفي الأبدية...إذن ؛ أنا المِهْرَاجَا الحقيقي،والبقية أشباحٌ...!!!! ))...
أظن-سيدتي البديعة-أنكَ حين تراقصين الحرفَ وتطارحينه بهاتيكَ المعاني التي أبدعتِ فيها المراقصة في حطام إنسان،لم يكن مِهْرَاجاً في معبد الحروف إلاَّكِ..!!! فإنَّ الجمالَ الحقيقي في سَهَركِ أنتِ...أنتِ وحدَكِ... بينما الخِلـِّــيُّـونَ هُجَّعٌ..!!
أقرأ-سيدتي البديعة-هذه الومضة فألمَحُ بين ثناياها استجداءً حانيا بلملمةِ الحطام في غير تنازلٍ عن بقاياه..!!
...أسلوبٌ جميلٌ يحملُ في ما ورائياتِه ذاكَ الضنى وتلكَ اللوعة َ الخفاقة َالتي يكادُ نبضـُها يُسمَعُ للعَيان...وهو في كل الأحوا نبضٌ يُشبِهُ التراتيل..!!
حنينٌ جارفٌ من الشوق والاستجداء يكادُ يطوي المسافاتُ طيًّا،فيَحملُ مهجة َالتحبب إلى ذاكَ الذي سَكنَ الروحَ حين (( رغم صمته.. )) إلى ذاك الذي (( تقرئينه في هيبة حضوره وفي عينيه ذلك الألم المبحر بكل شظايا العودة..بكل انكسارات الحنين...!!! ))...فشيءٌ طبيعي-سيدتي-أن ينصهرَ الحاضرُ والمستقبَلُ فيه،فيسهَدُّ الجفنُ،ويتعِبُ الفؤادُ،ويَكَـــــلَّ الكبـِدُ و ربما تقرَّحَ،لأن مغارمَ الوجد الصادق تقضي بأن لا تتشظـَّى بقايا في حبيبٍ ولو دانَ القلبُ له باستجداء...!!
بديعةٌ أنتِ في حروفكِ..وبديعة أنتِ في استجداءاتِك الحانية..ودمتِ لنا-سيدي-رحيقاً في كلمات...
أي كلمات مررت ورصعتها كالنجيمات هنا
انه مرور الحكيم العارف .... مرور لايتقنه غيرك اخي الكريم
فدمت لنا قارئا عارفا تمر على كلماتنا فتزين مرورك بماهو اروع من كلماتنا ذاتها
شكري وتحيتي لك
27-07-2012, 12:59 PM
العرض الشجري