طافت سنين العمر على حقول الياسمين فينا ورسمت خطوط الزمن متاهة التقاطعات في وجوهنا وملامحنا فلا نفع الانعتاق داخل شرنقة الذات ولا نفع اغلاق النوافذ والأبواب فقد تسللت ايام الزمان من بين ثقوب الوقت ونحن كما نحن نتلمس بالطهر ذكريات الأمس البعيد .. نخفي خلف ضباب الحيرة كثير من القلق العتيق .. نقف أمام أنفسنا حيارى وسؤالنا ترى من يقبض على من ومن يطاردنا ولأجل من ؟! .
أرهقتنا الأيام ونحن خلف الشبابيك ننتظر اليوم الموعود لكنه كلما أتى يوم انتحر عند ساعات يوم آخر كموج البحر القادم من عمق الزرقة البعيدة لينتحر متكسراً عند حفاة الأقدام .. ترى من علم أولئك أن نقطة النهاية هنا .. من قطع الطريق لتنتهي هنا .. من أطلق لها ذاك السفر لتقطع كل تلك الأميال وتموت هنا !!!! .
آآآآه أيها الزمن العنيد فمن سنوات عديدة وأنا هيأت حقائبي للسفر .. من سنوات بعيدة وأنا أخبئ نصف قميصي في جيبي الأيسر .. من سنوات وسنوات وأنا أطهو على موقد الوقت قهوة المغادرة كي أسكبها في فناجيل الرحيل ، لكنك تركتني أيها الزمن دون أن تشرح لي أعذار الغياب وأبقيتني كعصفور سجين في قفص جميل بلا زاد .. بلا ماء ومن حولي خارج الأسر أنهار وبساتين .
ها أنذا أيها الزمن مزة من جروح . تستيقظ آلامي في هذا العالم الموحش وتبكيني العيون .. ها أنذا أيها الزمن لازال طعم المرار ملتصقاً مذاقه بفمي منذ أكثر من ربع قرن .. ها أنذا يا زمن طفولة بعيدة وكهولة بعيدة ووطن بعيد . أسير بانهياري وانكساري وحصاري ومعي رزم من شوك الحرمان .
أواه ياقلبي الذي يؤلمني قد طارت عصافير الربيع .. أستنسخ من ذكرياتي القديمة ذكرى طفولتي لأبتسم .. تمر الذكريات في ..........
جزء من النص مفقود