للصمت حكاية أخرى

[زهرة]

أيقنت ان القناعة لا تعني الرضا بالعيش في الوحل
وأن السماء لا يفتح أبوابها دموعا ينزفها القلب
تروي العصور أن الأقدار لا ينتهك قداستها الظلم
بل نمارس الظلم حين نشك في عدالة القضاء
تزهق الورود من جذوعها حين يجف منها الرحيق
ترى السهول تتبرج بالزهور ومن تحتها تتزاحم القبور
تتراقص الأرواح ويبكي الراحلون من تحت الرمال
تبدو الاماني يافعة ولكنها تبنى على انقاض المساجين
من بين ألف زنزانة يغتصب الظلم آخر الآمال
تغتال القلوب فيرتدي الآخرون براءة الأطفال
تنتهك الحقوق وتغدو الآيادي مراءة للصوص
من أين تنبعث الحياة وهل يتنفس الأموات؟
الصمت في المحراب يجعل العشق كالطفل في الأرحام
تتساقط الأوراق ويولد الشتاء وتتهيأ الشفاه لتذوق الثمار
تعود قطرات الماء في النهر ويردد ضحكاتها الشلال
الغيم لا يعني المطر, فكما تشاء السماء تستجيب الأقدار


ليس الحنين لوعة في القلب وليس جرما تبرره الأعذار
هكذا مزقت صمتي وجعلت حكايتي تتنفس كالأرواح
ثوبي أحمر على أطرافه جذع ووشاحي تكسوه الزهور
وضعت على رأسي تاجا وعطرت أنفاسي بالنسيم
نعم إنها حقا ليلتي فعلى شرفي دعوت المساكين
جعلت الليل مسرحا للرقص تضيء أسقفه النجوم
الكل يبدي وجوده والعاشقون يتأوهون صامتين
أمرت الرياح بالعزف وأذنت لذاك الميت بالغناء
رتلوا الشوق ....أدمع البدر عند ايقاع حزين
من العازف؟ ومن أين يفوح كل هذا الأنين
ابتسمت وعطيت الإذن لتلك الفتاة باكمال البكاء
امتلأت الكؤوس خمرا...وأمرت النادل باطعام النساء
بدى المكان صاخبا ,مزدحما ولم يصل جلالة الأمير
.....................
لم تكتمل الحكاية.....لكن


يسطو الظلام عندما يتمزق آخر خيط للغروب
تتزاحم الأوجاع حين تتأوه الأرواح في المساء
تقتبس الرياح نغماتها من عزف الينابيع
تبكي النساء حين تلد النساء ويبدأ الصغير بالأنين
موجات من الغثيان تجتاح أفواه النساء في المدينة
الرئيس يطلب تفسيرا لما يتاخر العاشقون في اكمال المقالة
الليث يبدو أنه يبتسم والذئاب بدت لي أنها لطيفة
نالت جارتي حصتها وما زالت تبدو كعادتها امرأة جريئة
سألتزم الصمت فلا أدري أي حكاية مشؤومة