[B]موسم الفتوح[/B]

[ناجى جوهر]

موسم الفتوح
سزيرب بالشحرية
السرب بالعربية الظفارية
( أتحدّث عن فترة ما قبل عام 1970 ميلاديّة)

يقصد بالفتوح إنفتاح البحر أمام الصيادين والتجار لمزاولة أنشطتهم البحرية
حيث كان البحر مغلقا في وجه الملاحة خلال فترة موسم الخريف
الممتدة لثلاثة أشهر بوصول إرتفاع الموج إلى مترين أو أكثر
مع هبوب الرياح المتقلبة السرعة والشدة
وينتج عن حركة الرياح تيارات مائية قوية جدا تسمى محليا مايه
كذلك ينخفض مستوى الرؤية بسبب الغيوم والسحب
التي تكاد لا تفارق المنطقة خلال موسم الخريف
وكذلك كثافة الرذاذ والضباب ونزول الأمطار الخفيفة والمتوسطة يوميا تقريبا
فلا يستطيع رواد البحر الإقتراب منه خشية على أرواحهم وممتلكاتهم
ومع بداية فصل الخريف يرفع النواخذة
أى نوخذون بالشحرية
يرفعون سفنهم خوفا عليها من التكسير والتلف
بفعل الرياح والأمواج العاتية
وتاليا يقومون بترميمها إستعدادا للموسم الجديد
فيسمون هذه الفترة بفترة الغلوق،أي انغلاق البحر أمام الملاحة

وفي أواخر شهر أغسطس وبدايات شهر سبتمبر تنقشع السحب تدريجيا
وتهدءا العواصف وتتضح الرؤية رويدا رويدا
وينخفض إرتفاع الموج و يهدءا عنفه و هيجانه
فيتشجع الصيادون على ركوب البحر
ويبدءا التجار و ملاّك السفن الشراعية
بإنزالها إلى البحر
وتحميلها بالبضائع التي قد جهزوا خلال فصل الخريف
ويسمى الأهالي هذا الموسم بموسم الفتوح
حيث تغمر الجميع فرحة عارمة
فمعظم سكان المدينة يعتمدون على البحر
بعد الله سبحانه وتعالى في قوتهم ومعيشتهم
إنّ أول سفينة تصل إلى البندر هي فاتحة الخير

و في الأغلب تكون تلك السفن قادمة
من مدينة صور العمانية، محملة تمرا،أرزا، طحينا
وكذلك براميل الزيت، براميل الكيروسين
الذي كان يستخدم وقودا للفوانيس اليدوية ولتشغيل الشوله
كما تحمل السفن أدوات المنزل والمطبخ: قدور،صياني وصحون
والملابس والمفارش والبهارات
وكافة أنواع البضاعة المعروفة آنذاك
ذلك لأنّ التجار من أهل البلد يسافرون برا قبل موعد
الفتوح بفترة مناسبة إلى دول الخليج العربي، فيشترون البضاعة
ثم يستأجرون السفن التي يقدِّر ربابنتها متى يتحركون ومتى يصلون
و يمتلكون خبرات كافية و معرفة عظيمة بالملاحة
على الرغم من عدم تعلمهم ذلك في المدارس أوالكليات
فسبحان من علم بالقلم وبغير قلم