الغد لي وحدي ..ولأمثالي الحالمين..

[يزيد فاضلي]

...نبرة رقيقة ٌفي صوْلجانٍ من صَدًى جارفٍ..أوهيَ ترميزٌ إيحائيٌّ شفيفٌ يتدثرُ بهِ كَلِمٌ رصينٌ..أو هيَ المَجازاتُ التي تغازلُ المعنى بين الخيال الواعد والواقع الراعد..أو لِنقلْ-تجَوُّزاً-إنها القبضة المعنوية الحديدية في قفازاتٍ مَجازيةٍ حَريريةٍ...!!

تلكَ هي-أخي الكريم المبدِع علي محمد...-أولى انطباعاتي التي ارتسمتْ على رشحةِ ذائقتي وأنا أرتلُ هذا المزمورَ الإيحائيَّ الذي اتسَقتْ فيه آياتُ التحدي..والجَراءة..والمناجزة في قالبٍ بديعٍ من الاسترسال النثري المتماهي جمالاً وانجذالاً..!!

أيْ صَاح..!!

جميلٌ أن نزرَعَ أحلاَمَنا الحُبلى بالآمال العِذاب في قلبِ تطلعاتِنا التي يأسِرُها واقعٌ أرعنٌ ويَقظة ٌصلدة..بيْدَ أنَّ الأجملَ منه أنْ نناجزَ ذلكَ الواقعَ وتلكَ اليقظة دون أن يُسكِرَنا انتشاءُ الغياب عن التزاماتِ الحضور..دونَ أن نجعلَ من أحلامنا المشروعةِ باعثاً على استمراءِ السرابَاتِ..!!

أقرأ هنا..فألحَظ تحَدٍّ جميلاً،لا تستنكفُ معانيهِ عن مُطارحةِ الواقعِ الآسِر،فلا مندوحة من مغرَم التحدي-وقدْ تبَنتـْهُ النفسُ-إلا أن يرحلَ بالأحلام والأمنيَاتِ إلى حيثُ تبغي بها ثورة ًعلى ذلك الواقع،تتجددُ به الرؤى المتهالكة وتنتعشُ به الحقائقُ المتآكلة..!!

نعمْ سيدي الجميل...

قالها شوقي رحمه الله..فغدتْ ناموسًا حياتيًّا :

وما نيْلُ المطالب بالتـــــــمني ** ولكنْ تؤخذ الدنيا غِـــلابَا
وما استعصى على قوْمٍ منالٌ ** إذا الإقدامُ كان لهم ركَابَا..!!

دمتَ يَرَاعاً قرمُزيًّا فائراً..ثائراً....