فلنسمو.. ولنرتقي بالحرف.!

[آلاء]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوتي/ وأخواتي.. باقة لافندر عبِقة ترحيباً مني إليكم

في خلجاتِ نفسي ثمّة حديثٌ يهزّني دائما.. تجاهلته مراراً
.. آلافاً وأنيافاً من المرات التي أردت الهرب منه فيها.. إلا أنني
واقعة في شباكٍ من الحيرة والقلق..

وإن كان يدوي بداخلي كـ لهيب النار وصقيعِ الثلج.. وهنا
وهناك.. أتساقط خشية وريبة..!

قد يرى أحدكم بأن مقدمتي مُترفة ومُبالغٌ فيها .. ولكنني
على قناعة بأنها ليست كذلك..

هل علِمتم أنني تمنيتُ لو بُترت الأقلام وما وصلنا للحالة التي
وصل إليها الكتّاب اليوم.. ليس جميعاً ولكن البعض يا سادة

الكثير من المشاهد المؤلمة على مسرحِ الحرف.. أستعرض منها:

1- كثيرٌ من يكتب لنفسه وكأنه خيرُ الكتاب قاطبة..ليكون
حرفه داء مغروراً .. وسقماً لا ينتهي.. ما أنا متيقنة به أن الحرف
خُلق ليُصلح وليكون مفخرة بعطائه لا غير..

2- التصفيق غير المبرر لأشباه الكتّاب.. فتجد أحدهم ينمّق الحروف
ويزخرفها.. ينجرف إلى الغزل الفاحش تارة وإلى الحزن العقيم تارة
أخرى.. ما يُغيض أنه يكتب بأداة باهتة لا مستقبل لها.. فلا المعنى
يغفر له.. ولا الألفاظ أيضاً..

3- عدم الاكتراث بالسلامة اللغوية والاملائية في كثير من الأحيان
والتي لو علمتم هي الزهاء الذي يُتوّج به الحرف.

4- اللجوء للكتابة عن تفاصيل سخيفة - اعذروني على اللفظ- لا يجب
أن تُكتب.

5- اعتبار الكتابة مبدأ شخصيا لا مسؤولية جماعية وكأن الكاتب من
كوكبِ زُحل.. لذا لن يكترث بكوكب الأرض..!

6-كل ما سبق قد يُغتفر على مضض إلا موضوعاً أخيرا.. وهو القضية التي
تشغلني هذه الفترة ..

"العقول" .. ألا ترتقي قليلا..!
ألن نتغير؟؟؟.. سئمنا تكرار النصوص .. وسئمنا التلاعب بالقوالب لإيجاد
قوالب أدبية مزورة.. سئمنا الأفكار التي لا تتكئ على مبدأ..

سئمنا العالم الذي يضجّ بـ بشر يدّعون أنهم كتاب وأن حرفهم كـ سيف
لا يبرح معركة الحرف.. رغم وطأته..

سئمنا الغزل/ التودد/ الحزن/ النمط الوردي / الكآبة/ سئمنا كل ذلك..
ألن نستيقظ يا سادة الحرف؟
ألن نقرأ من التاريخ ما يُلجم دعوانا الكاذبة؟

أثمة تغيير؟
أثمة قراءة و وعي وفكر قبل الكتابة؟

أسأل الله ذلك ..

أتمنى النِقاش والمداخلة وإبداء الآراء..!

خِتاماً: ألف شكر