أخي / وحيد ............................
ما هذا الوجع ، ولما هذا الألم ؟
لما هذا الانكسار ؟
لما صرخاتك مخنوقة وإلى أين تحدق بالنظر وسرمدية الحزن الوارفة تغطي بظلالها على كل شيء هنا ؟ .
جرحك النازف يسيل دمه على الشراشف والأرصفة ، وصراخك يصل إلى أبعد من حدود السمع وأنا الذي عهدتك بالابتسامة دربك . ترى من خلق هذا الوجع فيك ومنذ متى وماسره ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!! .
كل حرف هنا يشي بالكثير .. كل سطر هنا تحته ألف كومة من جمر ورماد ... كل نقطة نهاية من تلك المحطات فيها تعب وتعب وإرهاق .
لا عليك سيدي ..... أغمض عيناك وتنفس بقوة ... خذ نفساً عميقاً وترجل .... خذ الرصيف الأقرب وقف عليه في نهارات باكرة ستجد مع تلابيب الشمس ضياء الأمل ، ومع النوارس الراحلة والآتية خيوط من بقاء ، ومع كل طفل يمر على مكانك ابتسامة تعيدك إلى حيث الحياة من جديد .
بقدر ما أعجبني النص بقدر ما ألمني .
حتى وأنت في الألم تكتب وكأنك تعزف على قيثارة عزفها منفرداً وجميلا .
( أسرق من الريح نساء الريح ... أثقب أحلام السفينة ... أدلي رأسي في بئر الحزن ... أسقي جثث الموتى بالضحكات ... أحرق رغبات النباتات العجوزة .. أنكل بملابس الليل ... أشتم كوابيسه الملونة .. أجلس قرب اليأس كفكرة خلفها البحر وراءه ) . جمال بدومه .