يوميات أبلة بسمة

[رحيق الكلمات]

كيف حالكم ضيوف صفحتي..... افتقد بعض من كان لهم حضور هنا عسى المانع خيراعلى العموم لن أطيل عليكم سنركب سفينة اليوميات ونبحر في معالمها

جالسة انا كعادتي أنتظر قدوم أحبتي الصغار بوجوه مستبشرة فرحة......قمنا بأمورنا المعتادة من تحية وسؤال عن الحال.......وهيئتهم للدرس بلعبة جميلة من الكلمات المتقاطعة البسيطة واكتشفنا معا عنوان درسنا(إحترام الوالدين)وكان درس جميل وحصة ممتعة تبادلنا فيها وجهات النظر والخبرات والقصص والأمثلة ماعدا طالب واحد ظل صامتا وكنت أخرجه من صمته بين فترة وأخرى ولكنني لم أحصل منه على إجاباته المتميزه التي عودني عليها ولم أكن أجهل السبب
بل كنت أعرفه تماما ولكن ما باليد حيلة....فكنت اعرف ان أم هذا التلميذ من دولة أجنبيه وهي مطلقة ويعيش عند جدته والأب مسافر أيضا.......كان يجرحني صمته وأشعر بألمه والذي يترجمه عادة مشاكسة وضربا لأصدقائه.... أغدقت عليه الكثير من الحنان...لأسهل عليه ولو بنسبة واحد بالمئة...
يتقبل حناني أحيانا ويرفضه احيانا أخرى ولكنني
أظل أفكر فيه وأتسائل لماذا الأجنبيه اذا كنا غير واثقين من قدرتنا على التعامل معها ومع طبيعة حياتها......لماذا نجني على ابنائنا تساؤلات أعيت قلبي

[رحيق الكلمات]

عدت اليكم الى قلمي أنسج من نزف حروفه... يومياتي ..أسجل مايحدث بدقائقي وما يلم بساعاتي... أحداث أغلبها حدثت معي وقليلها حدثت أمامي فناشدني قلمي أن أدونها فهو يعشق اللجوء الى أصابعي كلما داهمته برودة الوحدة كما أعشق انا وجودي بين عالمكم كلما سنحت لي الفرصة...........
موقف اليوم لم يحدث لي ولكنه حدث أمامي فلم أحبذ أن يمر هكذا بدون تعليق؟؟
بالأمس كنت في زيارة تبادليه لإحدى المدارس .. وقبل أن أدلف الى القاعة المخصصة لنا لفت انتباهي صوت مديرة تلك المدرسة كان صوتها عاليا يكاد يخترق طبلة أذني... توقعت أن هذا الكم من الصراخ هو للتلاميذ فهذا يحدث أحيانا حين يثير التلاميذ الصغار جنون المعلمات والإداريات ولكن فضولي دفعني لمتابعة المشهد فإذا بي أكتشف أن هذا الصراخ والصوت العالي لم يكن موجه سوى لعاملة المدرسة...امرأة كبيرة بالسن يبدو من ملامح وجهها الذي رسم عليه الزمن خريطة من الكفاح انها شارفت على الخمسين... تعجبت دار بخلدي
كل ماتعلمته من أحاديث وآيات قرآنية عن إحترام الكبير ياترى الم تمر هذه الأحاديث والآيات على هذه المديرة ووددت لو أذهب إليها وألقنها درسا في فنون التعامل مع البشر ولكنني تراجعت فأنا غريبة هنا ويا غريب كن أديب
كل ما استطعت فعله ان ادعو لها بالهداية وأسمح لقلمي أن يكتب عنها هنا لعلها بالصدفة تدخل فتشعر قليلا بفداحة ماتفعل

[رحيق الكلمات]

--------------------------------------------------------------------------------

منهمكون تلاميذي في المذاكرة أعلم ذلك ولكنني سأضع يومياتي هنا متأكده حين تنتهون من دروسكم ستعودون الى أحضان يومياتي......
.. بدأت الحصة وهرعت الى صغاري وبدأنا في رسم حروف العلم القيم هنا وهناك درسنا اليوم كان عن التعاون فلم نترك باب للتعاون إلا وطرقناه وتبقى فيض من حصتنا فقلت لهم مارأيكم أن نتعاون في تنظيف القاعة ..... ففرحوا بذلك وأبدوا إستعدادهم (للشغب طبعا) وفعلا بدء الكل في الاستعداد وأحضرناأدوات النظافة وفي غمرة إنشغالنا تزحلق أحد تلاميذي على الأرض فأسرعت لأمسك به فتزحلقت معه وسقطنا أرضا وتعالت ضحكات الأشقياء
لم أكن أتصوركل هذا الشغب في هذه الكتل البريئة... منهم من هرع لمساعدتي ومنهم من أستمر ضاحكا ... الحمدلله لم نصب بأذى...... ولكنني أدركت حين ركض غالبيتهم ليسندني ويأخذ بيدي أن ذلك العرق المتصبب من جبهتي في حصصهم لامس قلوب بعضهم ان لم يكن أغلبيتهم وزرع فيها كنوز العطاء وانا لا أحفل بغير ذلك
دمتم لي