حتى لا تظلين وحيدة يا سعاد...

[يزيد فاضلي]

...لآلامِ الأنواءِ والحادثاتِ المختلفة التي تمر بنا لحظاتٌ من جراحٍ لا تلتئمُ إلا بوميضٍ خالِصٍ من دعاءٍ ونجــوَى،تبردُ معها الكُلومُ وتقِرُّ معها الأفئدة والأعيُنُ وتمتدُّ فيها الأماني التعوبةِ،تبحثُ لها عن عَزاءٍ وسلوَى...

إنْ حَلَّ بأختنا الكريمة سعاد حَيْفٌ مَّا من ضِيقٍ وعُسْرٍ،فإنَّ أمَــلاً في الله تحيا به المُنـَــى أن لاَ تأتي الليلة الليلاءُ،تمرُّ وتنقضي إلا ويَعقبُها إصباحٌ من فرَجٍ وفتـْحٍ وانجلاءٍ لهاتيكِ الغمة...

أختي البديعة الأصيلة سعاد...

حينَ ينتبذُ البشرُ أسباباً تحولُ دونَ سعادة الآخرين،فما من ريْبٍ أن وراءَ هذه الأسبابِ-وقد ناءَ ضعفـُنا بدفعها-مَنْ أوْكَلَ له عبدُ المطلبِ بن هاشم أمرَها ذات مرةٍ،فقالها بيقينٍ : (( أنا رب الإبل،أما البيتُ فإن له ربًّا سيحميه..!! ))...

وأنا أعلمُ أنه-أمامَ حال الضر-لا يَحسُّ بالجمر إلا مَنْ داسَ عليه ولا يَعْرفُ صهيدَ اللأواءِ إلا مَن ابتـُليَ ببأسائها،بَيْدَ أني-أختي الكريمة-أقولُ لكِ بما ذكرني بهِ أخٌ صديقٌ كريمٌ فاضلٌ يومَ مَسَّني شيءٌ من حَيْفِ هذا الزمن الذي لا يعترفُ إلا بوجودِ الرداءةِ على حساب الجودة،ذكَّرَني-وقد رآني مُحبَطاً-مع أني كنتُ مقارنة ًمع زملاء آخرينَ أخفَّ أهل البلاءِ بَلاءً بقصةِ بُهلول الكوفي مع الخليفة هارون الرشيد،حينما رَقَّ هارونُ لحال هذا الإنسان الرثِّ الكئيب،فقال له : يا بُهلولُ ألكَ حاجة نقضيها لكَ..؟؟ فابتسَمَ بُهلولُ ابتسامة الفيلسوف الحكيم وردَّ عليه : (( ويَحَكَ يا هارون..!! أنا وأنتَ عِيَالُ اللهِ تعالى،أتظنُّ أنه يتذكرُكَ ويَنساني..؟؟!!! ))...

نعَم أختي..كِلي أمرَكِ لله تعالى،فإنما-واللهِ-هو صبرُ ساعةٍ،وحين يستحكمُ الابتلاءُ أقصى درجاتِ حلقاته كان ذلكَ إيذاناً بالفرج القريب إن شاء الله...

قلوبُنا معكِ تجأرُ لبارئها ونحن نعيشُ عرفة الخير،و :

ما بين غمضةِ طرْفٍ وانتباهتِها ** يُغيرُ اللهُ من حالٍ إلى حــالِ..!!

وشكرَ اللهُ لأخينا الكريم كمال على هاته اللفتة الواجبة...