صحيفة الجمعة 29/3/2013 ( للاخبار الثقافية والفنية )

[سالم الوشاحي]

يعرض ضمن «أسبوع الفن» في مول الإمارات
التونسي إل سـيد يستلـهم وشاحـاً من الانفتاح بين البندقية والعرب
المصدر: دبي - رشا المالح التاريخ: 29 مارس 2013

يحظى الفنان في العقد الأخير باهتمامِ كبير من مختلف القطاعات سواء على صعيد المجتمع أو الصناعات التي تعنى بالفن من قريب أو بعيد، مثل دور تصميم المجوهرات والأزياء وغيرها، وهذا الاهتمام يشمل الفنانين العرب. وأحدث مثال على ذلك مبادرة دار "لويس فيتون"،التي أطلقت خلال "أسبوع الفن" بدبي في متجرها بمول الإمارات، ثمرة تعاونها مع الفنان التونسي إل سيد ، كما يلقب نفسه، والمشارك في برنامج "تشكيل" للفنان المقيم.

وشاح الحرير

تمثلت هذه المبادرة في تكليف الفنان إل سيد، المتخصص في رسومات الغرافيتي (رسومات الشوارع)، الذي سبق وشارك في معرض للحروفيات بمركز "تشكيل" ورسم حروفياته على أطول مئذنة في تونس والخاصة بمسجد جارا في العام الماضي، بوضع تصميمه الخاص بحرية مطلقة لوشاح من الحرير. واحتفت الدار بثمرة هذا التعاون الذي حمل إبداع إل سيد بألوان متعددة اختارها بنفسه.

قال إل سيد عن تجربة التعاون هذه: "عندما دعتني لويس فويتون لهذا التعاون، أثار اهتمامي الاقتراح خاصة وأن فن الغرافيتي الذي اشتهر بفن الشوارع، سينتقل إلى النخبة ليصبح أحد معالم الرفاهية"، بينما قال عن مضمون تصميمه : "التسامح، والقبول، والوحدة؛ قيم استلهمتها من مدينة البندقية، ومن خلال تاريخ الغرب والشرق الأوسط إبان القرن الثاني عشر في إيطاليا، حيث انعدام الثقة والشكوك حيال التأثيرات الإسلامية في ذلك الوقت، ورفض مدينة البندقية الانصياع للقيود المفروضة على التجارة مع الشرق الأوسط، لتشكل النقطة الأخيرة للتبادل التجاري والثقافي والفكري بين الإمبراطوريتين المسيحية والإسلامية. وقد وضع سكان البندقية تحت المجهر أهمية التبادل، متجاوزين الحدود، والعالم الحاضر الشامل لكل شيء، بصرف النظر عن العقيدة أو الثقافة. كما استلهمت مفرداتي من شعر طه محمـد علـي الذي أشاد بجمال المدينة وأناقتها الفائقة".

مرحلة ثانية

وتحدث فرانكو بيدرول المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط لدار"لويس فيتون"عن هذه المبادرة، وقال: "يأتي هذا التعاون في المرحلة الثانية من مشروع لويس فيتون "وشاحات الفنانين". وشملت المرحلة الأولى التعاون مع ثلاثة فنان متخصصين بفن الغرافيتي أيضاً، وهم الفنانة اليابانية أيكو، والفنان الأمريكي ريتنا، والبرازيلي أوس جيميوس.



سيرة إل سيد



ولد إل سيد في كنف عائلة تونسية في ضواحي باريس، وأمضى سنواته الأولى جامعاً بين ثقافات ولغات وهويات مختلفة. وقد ساعدت ثقافته في مجال الغرافيتي الفرنسي على تغذية طبيعته الفنية الشابة وما لبث عشقه للخط العربي أن اجتمع بميله لفن الشارع. وبما أنه لم يتلق يوماً أي تدريب رسمي في مجال الفنون الجميلة، نمّى إل سيد موهبته في الشوارع، وصقل مهاراته بفضل رغبته الشخصية في المضيّ قدماً. بعد أن تخصّص في دراسة إدارة الأعمال طوال عشرة سنوات قضاها في عالم الأعمال، يعتبر إل سيد نفسه اليوم فناناً بدوامٍ كامل.

انطلاقاً من مقرّه في مونتريال بكندا، ويمكن مشاهدة أعماله في الشوارع والمعارض وفي مختلف أرجاء العالم من ميلبورن إلى لندن، من باريس إلى فرانكفورت، وسان فرانسيسكو، وشيكاغو، وتورونتو، ودبي، والدوحة وتونس. ويعمل حالياً في قطر على أحد أهم مشاريعه في الجداريات لصالح هيئة متاحف قطر.