ومضيت وحدى بالطريق

[جمال نصير]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الروح المنهكة

أستاذي جمال .. أثق تماماً أنني دائماً أجدُ الجمال الباذخ بينَ
أحرفكَ..



لا أعتقدُ أنكَ كنت تمشي لوحدكَ أستاذي .. كان الشوق والذكريات رفقائك ..
.
.
ما أقسى أن تبحث عن شيء منكَ وتفتش عنه بحذر لربما يختبئ خلف أعينهم
لكنكَ أصبتَ بالخذلان .. لم تحفظكَ العيون لربما كانو ينظرون إليكَ كـ غريب
تائه , ويجهلون تماماً بأنها الطرقات تحفظكَ عن ظهرِ قلب وتشاركك تفاصيل
الحكاية ..

ربما لن تجدَ " جمال " في مقلهم .. لكنها روح " جمال " تسكنُ بين الأزقة ..
هي تحتفي بكَ بصمت وتعودُ إليكَ بالحياةِ ,, فاكتب قصائدكَ يا جمال ولا تكترث
.. اكتب عن العشق وإن كفروا به وطغوا .. فالعشق باقٍ للأزل بين القلوب التي
تعترف بالطهر والحياة ..!




الحرمان "سيدي" من الحبيب وكأنما سلبٌ للروحِ ببطء مميت .. يرغمكَ على العذاب
فما أقسى الدنيا إن استلذت بانشقاقِ الأرواحِ إلى أنصاف .. " القلب يهرب من نحيب
إلى نحيب " .. تشبيه بليغ فعلاً .. أينَ يهرب القلب من عذابِ الشوق ومرارةِ الحرمان
أي صدرٍ يتسعُ له؟؟ ..
وذلكَ الحب الطاهر الذي يتهاوى إلى الحضيض بعدما أُنهكت روحه وخارت قواه من
الصراخ .. من ضجيجِ الغدرِ لم يكنْ يُستمعُ إليه حتماً ..!
والعشق الذي أبصر نور الحياة منذ وهلة.. ما أتعسه إن كان سيحيا كـ الغريب ..‘


الخوف شعورٌ دائما ما يرافق الوحدة , وتلكَ السفينة في بحار الشوق حطمها
الليل .. وتناثرتِ الأماني والأحلام جثثاً .. ربما كانت في ريعانِ شبابها ..وحلمٌ
آخر غَرِقْ .. يااه ما أقسى هذه الحياة .. لتبعثرَ دموعكَ ..وتبثُ فيكَ التعاسة ..

والله يا جمال " أنا أرى أن الموضوع فين إنّ .." .. استنى عليّ شوي


ما زال ذلكَ الأمل بداخلكَ .. " أمل رجوعها ربما .. من هي ؟؟ هي تلكَ التي
خلقت لكَ الذكريات وعدت وحيدا إلى الطريق بدونها " .. عدتَ و قد ذقتَ ذرعاً
من الشوق .. وكأنه الصبار ينغرس بألم ..
تشتاق ورغم الجرحِ يا جمال ؟؟؟ .. لله ما أعظم هذا الوفاء .. لم يندمل ذلك
الجرح .. أنتَ تبحث في العيونِ عن صورةٍ كاملة بها " أنتَ وهي " ويتوشحُ
قلبكَ بالوجلِ أن ترى بأعينهم نصف الصورة..!

هي الربيع الذي ضمكَ .. وتسري في دمكَ .. هي التي جعلت قلبكَ يئن في الضلوع
وتبعثرُ الأحلام .. - كيف لا ولا أحلامُ تتجرأ الحياة بدونها - وتلكَ النبضات باتت
تترادى من شدةِ الشوق " أخاف أن تسقط مغشيا عليها " وتسألكَ الرجوع من
حيثُ أتيت .. وتعاتبكَ لم أتيت..!



تساؤلات عميقة في المعنى .. والحقل الدلالي للحزن واضح وبقوة ( ينفطر- ينتحر
- ينصهر - أوهام - رماد - يزدريك )

تساؤلات تنم عن خوفٍ يسكنُ بكَ .. وأسىً احتل منصباً من قلبكَ ..

لا حب في هذه الديار يا جمال ..؟ أتظن بأنني سأصدقكَ وأنا جازمة بأنَ الحب يسيطر
عليكَ؟؟ أنت لم تكتب هذه الأحرف إلا لأجلِ حبها .. ورمادُ الذكريات الذي تشتهيه أخاف
أن يكون السرابُ الذي تختفئ خلفه النيران الحارقةُ من الحب..!

لكنكَ تواسي نفسكَ ..


ها هي تخذلكَ الطرقات وتخذلكَ أعينهم وتخذلكَ هي أيضاً .. ابكِ فلعل الدمع
يسرقُ حبها منكَ ويرميه إلى المنفى .. كان الحب بساطكَ السحري لكن باختفاء
الساحرة التي تسيره اختفى ..

وغدا يردد وحده ..
ما أتعس الدنيا اذا خاب الرجاء
ما أتعس الأزهار إن غاب الضياء
ما أتعس الغرباء فى ليل الجفاء

فعلاً ما أتعسهاا ..!!


بوووركتَ سيدي على هكذا بوح وهكذا نبض ..

يا روحنا الجميلة .. صدقي او لا تصدقى .. جمال روحك هو ما يطغى على الكلمات البسيطة فيجملها... مجرد مرور ك هنا فى حد ذاته تشريف وتكريم وتعظيم ... أيتها العبقرية الصغيرة... أحيانا الله كى نقرأ كتبك وإبداعاتك .. شكرا لك ابنتنا الغالية