روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
عذوبة البوح : لتوأم الروح : غز... [ آخر الردود : خليل عفيفي - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     @في خاطري @ [ آخر الردود : وهج الروح - ]       »     زحمة مشاعر [ آخر الردود : خليل عفيفي - ]       »     رحلت بطيبك الصافي [ آخر الردود : خليل عفيفي - ]       »     مجاديف العتب [ آخر الردود : خليل عفيفي - ]       »     جنة الرعود - دراسة نقدية تحليل... [ آخر الردود : مصعب الرمادي - ]       »     أنشودة اهداء من ابنتي الطالبة ... [ آخر الردود : سالم سعيد المحيجري - ]       »     "دمعةٌ في عينيك… ومأوى" [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     شكر وعرفان لأم سالم [ آخر الردود : سالم سعيد المحيجري - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,966ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 3,242ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 9,316
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 54,969عدد الضغطات : 54,732عدد الضغطات : 54,810

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-05-2013, 10:42 PM
الصورة الرمزية محمد الفاضل
محمد الفاضل محمد الفاضل غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: السويد
المشاركات: 222

اوسمتي

افتراضي لا ترحل ياولدي

لا ترحل ياولدي – محمد الفاضل

حاولت جاهداً أن أستجمع شجاعتي ورباطة جأشي وأتمالك نفسي أمام ذلك المشهد المشحون بالعواطف والذي يدمي القلب ويرسل الدمع السخي على الوجنات مدراراً .فعلت مابوسعي كي أكبح جماح شوقي والعبرة تخنقني. حاول إخوتي أن يضفوا جواً من المرح على المشهد ولكن ذهبت جهودهم أدراج الرياح فالشجن كان سيد الموقف .
جلست والدتي على الأريكة وقد بلغ منها الإعياء مبلغه وهي تتنهد بحرقة وألم وتسيل دموعها أنهاراً ولسانها يلهج بالدعاء فقد أزفت ساعة الرحيل وماأصعبها. طبعت قبلة حارة على جبينها ولثمت يدها الطاهرة وكانت تقبض على أصابعي بشدة مخافة أن أتركها.تعانقت أرواحنا عناق الأحبة مثل الحمائم التي تلوذ بأفراخها وتحنو عليهم.
بدأ صوتها يتهدج وشعرت بأنفاسها الحارة على صدري. هديل صوتها الحزين كان فوق احتمالي ، ترك جروحاً غائرة في النفس لم تندمل. تملكني إحساس بالعجز والغضب العارم من أولئك الحكام الذين يتشدقون بإنجازاتهم الوهمية ليل نهار ويقمعون الفكر! بدأ الصراع يتفاعل في خبايا نفسي الحائرة . تسارعت دقات قلبي وكأن جبلاً من الهموم يجثم على صدري.
كان والدي يجلس بجانب والدتي محاولاً استيعاب مايحدث ولم ينبس ببنت شفة . بدا لي متماسكاً كعادته ، صلباً وراسخاً رسوخ الجبال ولكن عاطفته الجياشة كانت أقوى . ران صمت مطبق على أرجاء المكان ولم يكسره سوى زفراته ودموعه الحارة التي بدأت تتدفق مثل شلال يغسل جدب سنوات الغربة التي أمضيناها خارج الوطن. رمقني بنظرة حانية تسللت إلى أعماق روحي التي كانت على موعد مع الغربة مجدداً .
لم يستطع أن يعبر عن مكنونات روحه المحطمة فمنذ أن أصيب بجلطة دماغية فقد على أثرها النطق وأصيبت يده اليمنى بالشلل . إنها إرادة الله ومشيئته وماأجمل الرضا والتسليم بقضاء الله. حاولت أن أتفرس في تلك العيون التي أنهكتها سنوات الغربة وتزاحمت فيها الدموع !
ياإلهي ! لم أعد أحتمل !
ماأصعب وأقسى دموع الرجال عندما تنهمر لأول مرة . لطالما كان ينهرنا عندما كنا صغاراً ، وياليتنا لم نكبر !
كان يقول أن الرجال لاتبك أبداً مهما جار عليها الزمن. ولكنه كسر القاعدة في ذلك اليوم الذي لم يمح من ذاكرتي المتعبة.
تبلدت مشاعري وأصبت بصدمة وعقدت الدهشة لساني . أصابني إعياء شديد وبدأت الأرض تدور بي وكأنني في عالم اَخر.
رفع يده اليسرى إلى السماء وأومأ برأسه مطرقاً ثم حانت منه التفاتة فإذا به يعد بأصابعه مشيراً باتجاهي كوني ولده الثالث الذي يسافر . وتحلق حوله باقي إخوتي وأخواتي في محاولة للتخفيف عنه .
حملت وطني في حقيبتي وبعض الصور والذكريات الأثيرة على قلبي ولشدة غرابتي أحسست بثقلها على غير العادة ووجدت صعوبة بالغة في حملها !
تبرع أحد إخوتي بالمساعدة وركبنا السيارة سوية في طريقنا إلى المحطة . وفي الطريق أطلقت العنان لمشاعري وبدأت أسترجع شريط الذكريات وسرحت بخيالي الحزين إلى ذلك اليوم الذي هجرنا الوطن !
قضينا شطراً من العمر على أرصفة الأحزان ودروب الغربة ومطارات الشتات ونحن نبحث عن وطن ولم نحصد سوى الشجن !
__________________


روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:32 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية