( محدودبة )

[علي الغنبوصي]

قصيده بلسان أم عمياء كبيره فالسن تستنجد بأبنها الذي رماها في دهاليز الزمن في دار العجزه والمسنين
و هذه اخر صرخاتها له:

( محدودبه )

محدودبه والوقت جاير ياولدي
والشيب ينخر قوّتي قبل الحطام

مات الجذر والعود والغصن الندي
والحس مابه حس مات الأبتسام

وين انت واشواقي وقاعي جرهدي
كلكم علي والليل بكّاني حرام

اصحى على صوتك و من بوسة يدي
وامسح على راسك و دعوايه سلام

هذا صباحك كان عندي يبتدي
والصبح عقبك صار لي عوق و خصام

ياما على الضحكه تدفّى مقعدي
و ياما على الشدّة تحزمتك حزام

كنت احسب اني فوق لامست الجدي
واثره يدك تقصر على مس الغمام

نام العمى فيني و ليلي سرمدي
والهم جسمي صار له مثل المقام

والحزن ضيف(ن )لا حضر حاله ردي
وإن هو نشد للحال جاوبته تمام

ما يدري اني ضاميه من موردي
جفيت من شربك و ما فادك فطام

تهنى بنومك والوجع في مرقدي
والجرح والوحده علي مثل السهام

كنهن رمي عذال تسبق حاسدي
منزالهن بالقلب من عقب العضام

دامك رميت امك كذا يا الأجودي!!!
حسبي على جورك و لي رب الأنام

هذي انا وإن طحت عادي مشهدي
طيحة كبيرة سن في صوم وقيام

يا نور عيني ياولدي يا سيدي
خليتني والصمت لبّسني لثام