روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
عذوبة البوح : لتوأم الروح : غز... [ آخر الردود : خليل عفيفي - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     @في خاطري @ [ آخر الردود : وهج الروح - ]       »     زحمة مشاعر [ آخر الردود : خليل عفيفي - ]       »     رحلت بطيبك الصافي [ آخر الردود : خليل عفيفي - ]       »     مجاديف العتب [ آخر الردود : خليل عفيفي - ]       »     جنة الرعود - دراسة نقدية تحليل... [ آخر الردود : مصعب الرمادي - ]       »     أنشودة اهداء من ابنتي الطالبة ... [ آخر الردود : سالم سعيد المحيجري - ]       »     "دمعةٌ في عينيك… ومأوى" [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     شكر وعرفان لأم سالم [ آخر الردود : سالم سعيد المحيجري - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,968ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 3,244ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 9,319
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 55,062عدد الضغطات : 54,825عدد الضغطات : 54,902

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات عامة > خاص بالمشرفين والإدارة > الأرشيف

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-03-2015, 04:25 AM
قلب هايم قلب هايم غير متواجد حالياً
Banned
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 4
افتراضي أوقات الغنائم

[frame="8 10"]
كانت هيئة صلاته صلى الله عليه وسلم النافلة في الليل على أنواع ثلاثة:

أولها: أنه صلى الله عليه وسلم كان أكثر صلاته قائماً.، فعن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: {مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي سُبْحَتِهِ – نافلته - قَاعِدًا، حَتَّى كَانَ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِعَامٍ، فَكَانَ يُصَلِّي فِي سُبْحَتِهِ قَاعِدًا، وَكَانَ يَقْرَأُ بِالسُّورَةِ فَيُرَتِّلُهَا حَتَّى تَكُونَ أَطْوَلَ مِنْ أَطْوَلَ مِنْهَا}{1}

وثانيها: أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي قاعداً ويركع قاعداً، كما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها: {كَانَ يُصَلِّي لَيْلا طَوِيلا قَائِمًا، وَلَيْلا طَوِيلا قَاعِدًا، وَكَانَ إِذَا قَرَأَ قَائِمًا رَكَعَ قَائِمًا، وَإِذَا قَرَأَ قَاعِدًا رَكَعَ قَاعِدًا}{2}

وثالثها: أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ قاعداً فإذ بقي يسير من قراءته قام فركع قائماً، كما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها {أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي – أي النافلة - جَالِسًا، فَيَقْرَأُ وَهُوَ جَالِسٌ، فَإِذَا بَقِيَ مِنْ قِرَاءَتِهِ قَدْرُ مَا يَكُونُ ثَلاثِينَ، أَوْ أَرْبَعِينَ آيَةً، قَامَ فَقَرَأَ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ يَفْعَلُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ}{3}

وكان صلى الله عليه وسلم يرشد للحفاظ على المداومة: فمن نام عن حزبه من الليل فليأتي به ما بين صلاتى الفجر والظهر، فيقول صلى الله عليه وسلم: {مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ، فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلاةِ الظُّهْرِ، كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ}{4}

وكان صلى الله عليه وسلم أيضاً يُصلي صلاة الضحى، ولم يكن له عدد محدود، ولا وقت معين، فكان يُصليها من بعد الشمس بثلث ساعة إلى قبل الظهر بثلث ساعة، وأحياناً كان يُصلي الفجر ثم يمكث يذكر الله حتى تطلع الشمس، وبعد الشمس بثلث ساعة يقوم إلى الصلاة، ويقول صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت: {مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ}{5}

{بَعَثَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعْثًا قِبَلَ نَجْدٍ فَغَنِمُوا غَنَائِمَ كَثِيرَةً وَأَسْرَعُوا الرَّجْعَةَ، فَقَالَ رَجَلٌ مِمَّنْ لَمْ يَخْرُجْ: مَا رَأَيْنَا بَعْثًا أَسْرَعَ رَجْعَةً وَلَا أَفْضَلَ غَنِيمَةً مِنْ هَذَا الْبَعْثِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى قَوْمٍ أَفْضَلُ غَنِيمَةً وَأَسْرَعُ رَجْعَةً، قَوْمٌ شَهِدُوا صَلاةَ الصُّبْحِ ثُمَّ جَلَسُوا يَذْكُرُونَ اللَّهَ حَتَّى طَلَعَتْ عَلَيْهِمُ الشَّمْسُ فَأُولَئِكَ أَسْرَعُ رَجْعَةً وَأَفْضَلُ غَنِيمَةً}{6}

أكثر من هؤلاء في السرعة والغنيمة من عند الله، وكانوا يسمونها الغنيمة الباردة، أي التي لا تأتي عن طريق ضرب برمح أو سيف، ولكن تأتي عن طريق ذكر باللسان، وطاعة لله بالأبدان. وهى الغنيمة الإلهية من السكينة والطمأنينة والخشوع والخضوع والرضا عن الله وحلاوة طاعة الله وغيرها من الغنائم التي يفيضها الله على عباده الصالحين الذين يحرصون على هذه الأوقات.

وكان صلى الله عليه وسلم أحياناً يصلي الضحى ركعتين. وأحياناً يصليها أربع ركعات. وأحياناً يصليها ست ركعات. وأحياناً يصليها ثماني ركعات. وأحياناً يصليها اثني عشر ركعة. كل هذا وارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: {صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي مِنَ الضُّحَى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ}{7}

وقالت السيدة أم هانيء بنت أبي طالب بنت عم رسول الله: {لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ، دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَاءٍ وَسَتَرَتْهُ أُمُّ هَانِئٍ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، فَاغْتَسَلَ وَصَلَّى الضُّحَى ثَمَانِ رَكَعَاتٍ}{8}

وعن سيدنا أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من صلى الضُّحى ثِنْتَيْ عشْرَةَ ركعةً بَنَى الله له قصراً في الجنة من ذهب}{9}
إذاً لا حد لأقلها، ولا حد للزيادة في شأنها، كل إنسان يعمل في شأنها بقول الله: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}التغابن16

لكن يقول فيها صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا، يُقَالُ لَهُ: الضُّحَى، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ: أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا يُدِيمُونَ عَلَى صَلاةِ الضُّحَى؟ هَذَا بَابُكُمْ فَادْخُلُوهُ بِرَحْمَةِ اللَّهِ}{10}
ويقول صلى الله عليه وسلم: {مَنْ قَعَدَ فِي مُصَلاهُ حِينَ يَنْصَرِفُ مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ حَتَّى يُسَبِّحَ رَكْعَتَيِ الضُّحَى لا يَقُولُ إِلا خَيْرًا، غُفِرَ لَهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ}{11}

هذه بعض الآداب المتعلقة بالصلاة، فكان صلى الله عليه وسلم يحافظ على هذه النوافل لله.

أما الصيام فقد ذكرناه بالتفصيل في كتابنا: (الصيام شريعة وحقيقة) اضغط هنا لتحميل الكتاب

والحج ذكرناه في كتابنا: (زاد الحاج والمعتمر) اضغط هنا لتحميل الكتاب

والأذكار ذكرناها في أكثر من كتاب من كتبنا وخاصة كتاب: (أذكار الأبرار) اضغط هنا لتحميل الكتاب

والدعاء ذكرناه في كتابنا: (مفاتح الفرج) اضغط هنا لتحميل الكتاب

وجمعنا الأذكار والأدعية والأوراد فى كتابنا (جامع الأذكار والأوراد) اضغط هنا لتحميل الكتاب


{1} صحيح مسلم وسنن الترمذي {2} صحيح مسلم وسنن أبي داود {3} صحيح مسلم وسنن الترمذي {4} صحيح مسلم وسنن الترمذي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه {5} سنن الترمذي عن أنس {6} جامع الترمذي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه {7} مسند أحمد {8} المعجم الكبير للطبراني {9} سنن الترمذي وابن ماجة عن أنس {10} معجم الطبراني عن أبي هريرة {11} سنن أبي داود ومسند أحمد عن معاذ بن أنس




[URL"]
[/URL]




[/frame]

التعديل الأخير تم بواسطة خليل عفيفي ; 27-03-2015 الساعة 09:11 AM
  #2  
قديم 04-04-2015, 04:49 AM
قلب هايم قلب هايم غير متواجد حالياً
Banned
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 4
افتراضي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حلو المعاشرة

[frame="5 10"][CENTER]كان صلى الله عليه وسلم كريم المعاشرة لكل من حوله، إن كان لنساءه أو لأولاده أو لجيرانه أو للخلق أجمعين، فقد كان صلى الله عليه وسلم حلو المعاشرة، حتى أن من جالسه وخالطه ورآه ولو من أول وهلة أحبه: {مَنْ رَآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ، وَمَنْ خَالَطَهُ مَعْرِفَةً أَحَبَّهُ}{1}

أحبه لكريم معاشرته، ولجمال أخلاقه صلى الله عليه وسلم، فمن كريم معاشرته صلى الله عليه وسلم أنه كان يتألف كل من حوله بالقول اللطيف العظيم الرحيم، وبالفعل الكريم الذي يدل على رأفته ورحمته التي وسعت كل شيء في السماوات وفي الأرض

فكان صلى الله عليه وسلم إذا جلس مع أحد يحدثه لا يُنهي الحديث حتى يأخذ هذا الشخص حظه، ويحس بأنه صلى الله عليه وسلم عنده مهام غيره فيستأذنه، عن عائشة رضي الله عنها أنها سُئلت كيف كان رسول صلى الله عليه وسلم إذا خلا في بيته؟ فقالت: {أَلْيَنَ النَّاسِ، بَسَّامًا، ضَحَّاكًا}{2}
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: {مَا رُئِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَادًّا رِجْلَيْهِ بَيْنَ أَصْحَابِهِ}{3}

كان أهل الصفة من فقراء المسلمين، وكانوا يجلسون في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم لحفظ القرآن وتلقي العلم، وكانوا يجلسون أحياناً يتوارون في بعضهم من شدة عري بعضهم ليستروا عورات بعضهم، وانشغلوا بالكلية بكتاب الله، وبدعوة الله، وبتحصيل العلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أبي سعيد رضي الله عنه قال:

{جَلَسْتُ فِي عِصَابَةٍ –أي جماعة - مِنْ ضُعَفَاءِ الْمُهَاجِرِينَ، وَإِنَّ بَعْضَهُمْ لَيَسْتَتِرُ بِبَعْضٍ مِنَ الْعُرْيِ، وَقَارِئٌ يَقْرَأُ عَلَيْنَا إِذْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَامَ عَلَيْنَا، فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم - أي وقف مشرفاً علينا - سَكَتَ الْقَارِئُ، فَسَلَّمَ رسول الله، ثُمَّ قَالَ: مَا كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ كَانَ قَارِئٌ لَنَا يَقْرَأُ عَلَيْنَا، فَكُنَّا نَسْتَمِعُ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ أُمِرْتُ أَنْ أَصْبِرَ نَفْسِي مَعَهُمْ، قَالَ: فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَسْطَنَا لِيَعْدِلَ نَفْسِهِ فِينَا، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ: هَكَذَا – أي أشار إليهم - فَتَحَلَّقُوا وَبَرَزَتْ وُجُوهُهُمْ لَهُ، قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَرَفَ مِنْهُمْ أَحَدًا غَيْرِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَبْشِرُوا يَا مَعْشَرَ صَعَالِيكِ – أي فقراء - الْمُهَاجِرِينَ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَاءِ النَّاسِ بِنِصْفِ يَوْمٍ وَذَاكَ خَمْسُ مِائَةِ سَنَةٍ}{4}

وكان صلى الله عليه وسلم إذا جلس معهم لا يقوم حتى يأذنوا له لأداء مصالحه، وكان صلى الله عليه وسلم إذا مشى في الطريق وطلب منه أحد أن يجالسه قال: اجلس في أي ناحية من الطريق أجلس معك، حتى رُوي أن امرأة كان عقلها فيه شيء أي غير سوية العقل، جاءت إليه وقالت: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، فَقَالَ: {يَا أُمَّ فُلانٍ، انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ، حَتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ، فَخَلا مَعَهَا فِي بَعْضِ الطُّرُقِ، حَتَّى فَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا}{5}

وهذا من كريم معاشرته، ومن جميل أدبه صلوات ربي وتسليماته عليه، وكان إذا جاءه جليس يُظهر الترحاب له ولكل من يأتي إليه، ويُرحب به، فقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم: {كَانَ جَالِسًا، فَأَقْبَلَ أَبُوهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ فَوَضَعَ لَهُ بَعْضَ ثَوْبِهِ فَقَعَدَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ أُمُّهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَوَضَعَ لَهَا شِقَّ ثَوْبِهِ مِنْ جَانِبِهِ الآخَرِ فَجَلَسَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ أَخُوهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَقَامَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ}{6}

وعن علي كرَّم الله وجهه قال: {جَاءَ عَمَّارٌ يَسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " ائْذَنُوا لَهُ مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ الْمُطَيَّبِ}{7}
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: {أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي مَا تُخْطِئُ مِشْيَتُهَا مِنْ مِشْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا، فَلَمَّا رَآهَا رَحَّبَ بِهَا، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِابْنَتِي، ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ، أَوْ عَنْ شِمَالِهِ}{8}

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: {مَرْحَبًا بِالْوَفْدِ، غَيْرَ خَزَايَا وَلا نَدَامَى}{9}
وقال صلى الله عليه وسلم لعكرمة بن أبي جهل عندما جاء مهاجراً: {مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ}{10}

وقالت أم هانئ: ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ وَفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: {مَنْ هَذِهِ؟ فَقُلْتُ: أَنَا أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ}{11}

حتى روي عن أبي هريرة رضي الله عنه: {أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَأْخُذُ بِيَدِهِ فَيَنْزِعُ يَدَهُ مِنْ يَدِهِ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يُرْسِلُهُ، وَلَمْ يَكُنْ تَرَى رُكْبَتَيْهِ أَوْ رُكْبَتَهُ خَارِجًا عَنْ رُكْبَةِ جَلِيسِهِ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يُصَافِحْهُ إِلا أَقْبَلَ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ، ثُمَّ لَمْ يُصْرِفْهُ عَنْهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ كَلامِهِ}{12}

كان صلى الله عليه وسلم يرحب بكل من يأتيه ترحيباً يجعله يفرح بمجالسة حضرة النبي ويأنس به حتى قيل: كان صلى الله عليه وسلم من خصوصياته يخص كل الحاضرين بأنسه ولطفه حتى يظن كل رجل منهم أنه أحب الجالسين عنده، لما يرى من إقباله ولطفه به صلوات ربي وتسليماته عليه، حتى أن عمرو بن العاص والذي أسلم متأخراً قبل فتح مكة قال:

{كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُقْبِلُ بِوَجْهِهِ وَحَدِيثِهِ عَلَى أَشَرِّ الْقَوْمِ، يَتَأَلَّفُهُمْ بِذَلِكَ فَكَانَ يُقْبِلُ بِوَجْهِهِ وَحَدِيثِهِ عَلَيَّ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي خَيْرُ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا خَيْرٌ أَوْ أَبُو بَكْرٍ؟ فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا خَيْرٌ أَوْ عُمَرُ؟ فَقَالَ: عُمَرُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا خَيْرٌ أَوْ عُثْمَانُ؟ فَقَالَ: عُثْمَانُ، فَلَمَّا سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَدَقَنِي فَلَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ سَأَلْتُهُ}{13}

ظنَّ أن من لطف النبي صلى الله عليه وسلم وقربه وأنسه أنه صار خيراً من هؤلاء الأوائل الذين أول من صدَّقوا بحضرة النبي وأعانوه على إبلاغ رسالة الله، وعلى تبليغ دعوة الله
وكان صلى الله عليه وسلم إذا بعث بعثاً قال: {تَأَلَّفُوا النَّاسَ}{14}

وكان صلى الله عليه وسلم لا يترفع في مجلسه، حتى أنه كان يأتي الرجل من البادية فلا يعرفه من جملة الحاضرين، فيسأل عنه: أين رسول الله؟ فيقولون: هذا ويشيرون إلى حضرة النبي، فلما كثرت الوفود طلب أصحابه منه أن يجلس مجلساً رفيعاً ليعرفه الغريب فقال: {افْعَلُوا مَا بَدَا لَكُم، فَبَنوا لَهُ دُكاناً مِن طِين يَجْلِس عَلَيها}{15}
والدكان أي الدكة وهي المكان المرتفع يُجلس عليه، وهو المصطبة، فلا يريد صلى الله عليه وسلم أن يتميز على إخوانه بشيء أبداً من كمال لطفه صلوات ربي وتسليماته عليه.


{1} جامع الترمذي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه {2} مسند اسحق لابن راهوية وتاريخ دمشق لابن عساكر {3} حلية الأولياء لأبي نعيم {4} سنن أبي داود عن أبي سعيد الخدري {5} صحيح مسلم وسنن أبي داود عن أنس {6} سنن بي داود ودلائل النبوة للبيهقي {7} جامع الترمذي وابن ماجة {8} الصحيحين البخاري ومسلم {9} صحيح ابن خزيمة {10} جامع الترمذي والحاكم في المستدرك {11} الصحيحين البخاري ومسلم {12} المعجم الأوسط للطبراني وكشف الأستار {13} الشمائل المحمدية للترمذي {14} المطالب العالية لابن حجر ومجمع الزوائد {15} أخرجه الزبيدي في اتحاف السادة المتقين وابن حجر في فتح الباري والعراقى في المغني عن حمل الأسفار، وفي الرواية الأخرى من سنن أبي داود والنسائي عن أبي ذر قال: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بين ظهري أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل، فطلبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجعل له مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه، قال: فبنينا له دكانا من طين فجلس عليه وكنا نجلس بجنبتيه}


[url]http:/%C7%E1%CC%E3%C7%E1%20%C7%E1%E3%CD%E3%CF%EC%20%D9%C7%E5%D1%E5

التعديل الأخير تم بواسطة خليل عفيفي ; 02-05-2015 الساعة 01:25 PM
  #3  
قديم 01-05-2015, 08:03 PM
قلب هايم قلب هايم غير متواجد حالياً
Banned
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 4
افتراضي الإسراء والمعراج مائدة الإكرام والإنعام

[frame="1 10"]
إسراء سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم فيه لكل مسلم نصيب، ولكل مؤمن عطاء، ولكل محسن مشاهد، ولكل موقن تجليات، فالأمة كلها مكرمة بإسراء ومعراج رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، وإن اختلفت الدرجات، وتفاوتت المقامات، لكن الكل مكرَّم بإسراء ومعراج رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، ومن أجل ذلك فكلنا نقول ونردِّد الكلام الذي قاله الإمام أبو العزائم رضِيَ الله عنه وأرضاه:

فبشرى بمعراج الحبيب وإسراه وبشرى لنا نلنا مشاهد معناه

فكلُّنا لنا البشرى بمعراج رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، بعضنا يأخذ مشاهـد المعـنى، وبعضنا ينظر إلى الآيات في عالم المبنى، وبعضنا يُكرَم ويُكرَم من كنوز التقوى، ومن مخازن الإلهامات والفتوحات والتفضلات الإلهية، بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر والكل.

ونحن نريد أن نأخذ عطايا نصل منها إلى بعض كرم الله في إسراء حبيب الله ومصطفاه، الذي يناله العباد الذين تجملوا بالعبودية لله عزَّ وجلَّ، لأن الإسراء خصّه الله عزَّ وجلَّ بنبيكم الكريم، ولكنه فتح الباب لجميع الأحباب، فقال عزَّ وجلَّ: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً} 1الإسراء

لم يقل بنبيِّه، لأنه لو قال بنبيه أو برسوله كان هذا قاصراً على رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، لكن كلمة (عبد) فتح بها الباب لكل من يصل إلى مقام العبودية الكاملة لله عزَّ وجلَّ، فكل من يصل - بالتخلق بالأخلاق المحمدية، والتعلق بالصفات الإلهية - إلى رتبة العبدية أو إلى مقام العبودية؛ فله نصيب من ميراث خير البرية في إسرائه ومعراجه إلى الله عزَّ وجلَّ.

فالحمد لله، فتح الله الباب لجميع الأحباب، لكن كل واحد يأخذ قسطاً من ميراث رسول الله في الإسراء، ولا يوجد في الأولين والآخرين أحد يستطيع أن يشاهد كل ما شاهده سيد الأولين والآخرين في وقت واحد، وقد أعطانا الله المثل، بالأنبياء السابقين وهم أعلى الرتب في القرب عند ربِّ العالمين، فمنهم من هو في السماء الأولى، ومن هو في الثانية، ومن هو في الثالثة، ومن هو في الرابعة، ومن هو في الخامسة، ومن هو في السادسة، ومن هو في السابعة.

والملائكة أيضاً، منهم عمَّار السماوات، ومنهم سكان سدرة المنتهى، ومنهم حملة العرش، ومنهم خدم الجنان، ومنهم ملائكة وخزنة النيران، وكل جماعة منهم كما قال أميرهم جبريل عليه السلام: {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ} 164الصافات

والذي هيمن على كل المقامات، والذي احتوى كل الدرجات، والذي مرّ بكل المنازلات، والذي أخذ كل كنوز الخيرات والبركات، واحد فقط: هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم لكن الباقي؛ كل على قدره، كل واحد أخذ كنزاً يستطيع تحمله، وعلى قدر ما له من منزلة كريمة عند الكريم عزَّ وجلَّ.

فآدم عليه السلام أخذ كنز الأسماء والصفات: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء} 31البقرة.
وبعدما علَّمه الأسماء كلها - التي كانت معروفة في زمانه وأوانه - جاء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم وقال: أن الأسماء أنواع وأصناف: {أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ في كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، أو اسْتٌّاثَرْتَ بِهِ في عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ}{1}

فهناك أسماء اختص بها الله في ذاته وفي نفسه، لا يُعلِّمُها ولا يُعرِّفها إلاّ لخاصة رجال الله، وهو سيدنا رسول الله، لكن آدم علم أية أسماء؟ {بِكُلِّ اسْمٍ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ}، الأسماء التي علَّمها للخلق علّمها لآدم عليه السلام، سواءٌ كان الخلق من الجن، أو الإنس، أو الملائكة، كل اسم عرفه الخلق في زمنه وعصره وأوانه، علَّمه له الله، ليعلمهم آدم ما تعلَّمه من مائدة الإكرام والإنعام من المولى عزَّ وجلَّ.

لكن بعد ذلك الذي استأثر به في علم الغيب عنده، أمر آخر، كذلك ما سمَّى به نفسه، ولم يطّلع عليه أحد من خلقه، هذه كنوز، وما استأثر به في علم الغيب عنده، كنوز أخرى من الأسماء والصفات. وما يعلِّمه الخلق؛ هي هذه الأسماء التي يتفضل الله بها الله على المقربين، والتي نزلت في الكتب السماوية هي الأسماء التي اختارها الله والتي تلائم جميع المستويات والتي نسمِّيها الأسماء التوقيفية مثل: الغفور، الودود، ذو العرش، المجيد، الكريم، الوهاب، وهذه كلها موجودة في الكتب.

وهناك أسماء خاصة يعطيها الله عزَّ وجلَّ لخاصة عباده، كل واحد يأخذ اسم على قدره، وهذا يكون اسماً خاصاً به، لا يوجد في الكتب - حتى القرآن الكريم - لكنها أسماء يستأثر الله بها، ولكنه يخص بها عباده عزَّ وجلَّ المكرمين، وهي أسماء خاصة أيضاً من الله عزَّ وجلَّ.كل هذه الأسماء لم يطَّلع عليها كلَّها، ولا رآها كلَّها، إلاّ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.

نأتي إلى سيدنا يحي في السماء الثانية: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} 12مريم
أي خذ الكتاب بشدة، وهذا الكتاب خصّه الله عزَّ وجلَّ به ، لكن كل الكتب السابقة هيمن الله عليها في كتاب الله {القرآن الكريم} وأطلع عليها سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فلا يوجد نبيٌّ تحدث بجميع ما في الكتب إلا هو، كل نبي كان مرتبطاً بكتابه:

سيدنا عيسى لا يتحدث إلا من الإنجيل، وسيدنا موسى لا يتحدث إلا من التوراة، وسيدنا داود لا يتحدث إلا من الزابور، وسيدنا إبراهيم لا يتحدث إلا من الصحف، لكن الذي تحدث عن الكلِّ، واطلّع على الكلِّ هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، حتى عندما سألوه ذات مرة: {يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كَانَتْ صُحُفُ إبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: كَانَتْ أَمْثَالاً كُلُّهَا- قرأها كلها - وَعَلَى الْعَاقِل مَا لَمْ يَكُنْ مَغْلُوباً عَلَى عَقْلِهِ، أَنْ يَكُونَ لَهُ سَاعَاتٌ: فَسَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ، وَسَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيها نَفْسَهُ، وَسَاعَةٌ يَتَفَكَّرُ فِيهَا فِي صُنْعِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَسَاعَةٌ يَخْلُو فِيهَا لِحَاجَتِهِ مِنَ المَطْعَمِ وَالمَشْرَبِ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا كَانَتْ صُحُفُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ؟ قَالَ: كَانَتْ عِبَراً كُلُّهَا}{2}
فالذي اطلّع على الكل، وقرأ الكل هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.


{1} عن عبدالله بن مسعود فى مجمع الزوائد والمستدرك على الحاكم.
{2} رواه ابن حبان من حديث أبي ذر رضي الله عنه، ونقله عنه صاحب الترغيب و الترهيب.

[/frame]
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:19 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية