روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,536ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,796ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,296
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,501عدد الضغطات : 52,280عدد الضغطات : 52,383

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > النثر والخواطر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-06-2012, 05:01 PM
فيصل مفتاح الحداد فيصل مفتاح الحداد غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 206

اوسمتي

افتراضي هموم

لقد قعدتُ إلى حاسوبي ...
أعدُّ ذنوبي ....
أستجمعُ هموميَ السَّقيمةَ .....
وأجسُّ كوامنَ نفسي الرَّحيمةِ ....
في فتورٍ وتعبٍ .....
....وملالٍ ونصبٍ ....
وقد طفحَ بيَ الكيلُ ....
وانهالََ عليَّ الهمُّ انهيالَ السَّيلِ......
فكدتُ أغرقُ في بحار الذكرياتِ المرَّةِ .....أحاولُ منها النَّجاةَ.........
وأسبحُ في أغوارِ الحنادس الثرَّةِ ..... أنادمُ فيها الحياةَ.....
وقد عافت نفسي مشاكلَ الدُّنيا الدَّنيَّة .........
وتطلعتْ لراحةِ القلبِ الهنيَّة .....
ولكن دون جدوى ....
وقد مَثلَ أماميَ الأعداءُ وهم يسخرون ...
وفي أرضِ غزَّة يعبثون .....
وفي العراق يرقصون........
وبيننا وبينهم ثأرٌ قديمٌ ......... وَوَتْرٌ نابضٌ جسيمٌ ....
وتبلٌ ماله من سلامٍ ....
......وذحلٌ ما له من فطامٍ ..........
وعداوةٌ تجمعها بغضاءُ .......
وإحنةٌ توقدُها شحناءُ .........
ودمنةٌ ذابت بحوضِها الضَّغناءُ ....
وأنا مغضبٌ مغتاظٌ .....
يضطرمُ قلبي عليهم اضطراماً ....
ويشتعلُ من جَورهم اشتعالاً..
فما من موضعٍ فيه
إلا استكنَّ في زواياه الغضبُ.......
وما من فسحةٍ في نواحيه....
إلا تملؤها النِّيران والحطبُ...
فاستشاطَ من ذلك وازمهرَّ..
واسمغدَّ من حَالِكٍ واكفهرَّ ...
واخرنطمَ واشمأزَ ....
وتعاظمَ واستفزَّ ...
فما وجدتُ شيئاً يسِّكنُ اضطرامَه ..
أو يزيلُ احتدامَه ...
سوى أن أسبحَ في بحرِ ذكرياتي المرِّ الغريقِ ...
وأغطسَ في نهرِ سجلاتي الثرِّ العميقِ ....
استجمعُ ألوانَ الفكرِ القديمة ..
وأسترجعُ ألحانَ العمرِ العديمة ...
وفيما أنا أحاولُ في ذاتي ...
وأستجمعُ بالحزنِ أنينَ ذكرياتي...
تلألأت عَبراتي فوقَ الجفونِ ...
وتصوَّحتْ نبراتي حتى تحيَّرت منها الظُّنون ..
وقد أطلت الذِّكرياتُ المرَّةُ برأسِها الصَّغير ..
تطالع الحياة من عُشِّها الكسير..
تحاول أن تسريَ عنيِّ بعضَ ما أجد ..
أو تخفف عنِّي من حدَّة هذا النَّكد..
وأنا لا أكاد أبصرُ حرفاً ..
من شدَّةِ الإرهاق والضَّنى ..
أو أطرف طرفاً ..
من شدة الإغراقِ والعنا ..
وقلت في نفسي وأنا بين أحضانِ السَّكينة ..
جاثماً بين ذراعي نفسي المسكينة :
إلام هذا العدوّ البغيض يلهثُ في حياتنا ..
ويبسط كفَّه الشَّوهاء ...
في حشا ذكرياتِنا....
ونحن لا ندري كيف نستجمعُ من أرواحِنا حبَّاتِها ...
وننثر من نواحنا فلذاتِها ...
وقد نامت الأحلامُ في فراشِها الهزيل ....
وتفجَّر ينبوع السقامِ من نعاسِها القليل ...
لم أجد ما أفعله إلا أن أعاندَ رسيسَ السِّناتِ ..
نكايةً فيه ..
أو أجالدَ هواجسَ العداةِ ..
بالرغم من تراقيه ...
وأنا أحسُّ بدبيبِ السُّباتِ يجري في كياني...
ونعاسِ الدَّواةِ يرتعُ في ربيعِ أجفاني ...
فارتميتُ أحاولُ أن أجتذبَ حبالَ النَّومِ الطَّويلة ...
أو أهدأَ بين نقيقِ ضفادعِ اللومِ النَّحيلة...
ولكن دون جدوى ..
كانت الحبالُ عصيةً من بأسِها المفتولِ لا تطاق ...
قد شدت بكفِّها المصقولِ نواحيَ الآفاق ..
وأنا أراني قابعاً بين أصابعِ هذا السُّكون الرهيبِ...
أحاولُ أن أطفوَ فوقَ سراجِ هذا الموجِ الغريبِ ..
والشِّراع ما يزال...
غارساً منقارَهُ في كبدِ الرِّمال ...
لا أستطيع الإبحارَ وقد زاغَ القمر ...
تحوَّل بوجهه الضَّحوك إلى فضاء النَّهر ...
وزهرتي النَّاضرة نكستْ رأسَها من الذُّبولِ ..
والكونُ ملتفٌ في عباءته القديمةِ من الخمول ...
يلهثُ من ثورته الجسيمة ..
بين أحضانِ الحقول ...
وبدت النُّجومُ مكفهرةَ الوجوه ...
كأنَّما أُجْبرتْ على النُّزولِ ...
ووجهها تمحوه معالمُ الأفولِ ..
وهذه أمواجُ روحي تصطخب...
وبحر عمري يضطرب ..
لا يسبحُ فيه من خوائه سابحٌ ..
ولا يمتح فيه من نضوبه ماتحٌ ..
جفَّ حلقي من عصيرِ الأحزانِ المرِّ..
وتاه فكري من سياطِ نعيقِ الحَرِّ ...
رجلاي ترتعشان من السُُّيوفِ الماضية ...
ويداي تضطربان من مدافعِ الأسقامِ الدَّاوية..
لم أعد أحسُّ أنني من بني الطِّين ..
إذا صحوتُ في ملاحفِ الأنين ..
أكسرُ صخورَ العدمِ..
وأرفعُ من الأحلامِ نوابغَ الكلمِ...
لا أدري ما أقولُ ..
وقد نامَ طموحي في جبَّته البالية ...
واتكأَ تطلعي على جنبتِهِ الخاويةِ ..
وانطفأتْ فيَّ مباهجُ الفرحِ ..
وتحطَّمتْ فيَّ مراكبُ المرحِ ..
وصرتُ كأنَّني طريحٌ لا يريمُ ..
أو صخرةٌ رُميتْ في مدفنٍ قديمٍ ...
لا أحدَ في محنةِ أُمَّتِي أراهُ ..
سوى آهٍ وألف آهٍ ..
فيا أيتها الطُّيورُ الوادعةُ التي ترفُّ بالجناحِ ..
وتقطعُ بريشِهَا الورديِّ ملاحفَ الرِّياحِ ..
وتبتسمُ للنُّورِ الزكيَّ في صِباه ...
وتهدهدُ الوجدَ النَّدِيَّ في عُلاه ..
لا تكسري فينا نوافذَ الحياة ..
إنَّ رفيفَ الزُّهورِ في صباهَا ...
وبليلَ النَّدى اللَّوزِي في رُبَاها ...
جعلتنا نخاطبُ الكونَ لعلَّهُ يفيقُ ..
ونسكبُ في حجْرِهِ مدامعَ العقيقِ ...
وزهرتي الهزيلةُ تودِّعُ الحياةَ ....
أشمُّهَا ذليلةً ، كحطبِ الفلاةِ ..
آمالُنا العرجاءُ تدبُّ كالعجوزِ الفانيةِ...
تسحبُ كالبلهاءِ في الطرقاتِ الدانيةِ ...
وهذا الاخطبوط الذي يلوينا...
في كفِّه المثقوب يحتسينا ...
ألا نتحوَّلُ عنه ونسيرُ ..
نعانقُ الحياةَ في الموسمِ المطيرِ..
ونبصرُ الأحلامَ في مهدِهَا الصَّغيرِ...
تكادُ من فرحةِ العمرِ تطيرُ...
وأرى قطتَّي اللعوبَ....
تغمسُ أفراحَهَا في موكبِ الغروبِ...
وتزرعُ في ظنِّها مغانيَ الفرحِ ...
نائيةً عن منبتِ الأنينِ والتَّرحِ ....
أهذا السَّيفُ سيفي يا رجب ...
أم أنه نشارةٌ من الخشب ؟ ..
وأنا الذي ما كنتُ في الميدانِ ..
إلا شواظاً من لظَى النِّيرانِ ...
أجرُّ رجليَّ من بصيصِ التَّعبِ ...
وارفعُ بقايا هامتي من النَّصبِ ! ... يا للعجب
كان جدُّنا العظيمُ كالجمرِ يتوقدُ ...
عيناه كأنهما من زبدةِ الزَّبرجدِ ...
يداه كأنَّهما مبسوطتين جوهرٌ ...
لما تخطَّى أعتابَ الوصالِ ...
تبخَّر أو ذاب بين أكتافِ الرِّمال ...
__________________
فيصل الحداد

التعديل الأخير تم بواسطة محمد الطويل ; 29-06-2012 الساعة 03:08 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25-06-2012, 05:33 PM
الصورة الرمزية عبدالله الراسبي
عبدالله الراسبي عبدالله الراسبي غير متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس قسم الموروث الشعبي والتراث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 9,051

اوسمتي
وسام الإدارة وسام أجمل الردود درع الإبداع وسام الإداري المميز وسام العطاء الغير محدود وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي


اخي العزيز فيصل الحداد كلمات ومفردات جميله جدا ورائعه
تسلم على هذا البوح الراقي والمتجدد
تقبل تحياتي اخي العزيز
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25-06-2012, 07:23 PM
إدريس الراشدي إدريس الراشدي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2012
الدولة: دياري وإن جارت علي عزيزة ,, وأهلي وإن قسو علي كرام
المشاركات: 937

اوسمتي

افتراضي

أليكم يا من حارت وتلعثمت في حضرتكم مفردات اللغه ..
أخي فيصل الحداد: ما حلقت وطارت عذب الكلمات في محيطك
الا وسقطت استسلاما في رائعتك هذه
لما بها من جمال يفوق تصور الإبداع ....

دعني أمكث هنا طويلا وأقرأها مرارا وتكرارا ..
عللي أدرك كليا ما تحبسه مَلَكات تلك الروح من درر ثمينه وغاليه
لا تقدر بأي ثمن .............

لك كل الود .. سأقرأ وأظل أقرأ هنا طويلا ....
تقبل تواضع المرور
__________________


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25-06-2012, 10:59 PM
سعاد زايدي سعاد زايدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 685

اوسمتي

افتراضي

يا أخي فيصل.................،

إستنزفت روحي بذكرك لكل محطات الهموم هذه

وأنا أقرأ إستشعرت أنه حتى اللغة قد يئست وتجمعت كي تصب في قالب واحد هو جمر الذاكرة

بهذا النص الطويل كأنك أخدشت ما نخفي في ذواتنا ونقول: إنه لكذب ووهم ما نحلم به

جعلتني أعض على شفتي وأنا أسأل لما لم نكن في زمن آخر؟

ما هي مشيئة الرحمان بوجودنا في هكذا زمن؟

شكرا لك وتقبل مروري
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26-06-2012, 07:22 AM
الصورة الرمزية ضي
ضي ضي غير متواجد حالياً
رئيسة قسم النثر والخواطر
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: الحياة جميلة بوجود أحدهم ❤️
المشاركات: 5,240

اوسمتي

افتراضي

أخي فيصل نص جميل
جميل ما قرأت هنا وسط هموم حرفك
راق لي ما قرأت هنا
كل التحية لك..
__________________

لَستُ بِهَذَا الغُرورَ الذِي لَايُطَاقْ ~ ولَستُ الَأُنثَى المُتَكَبِرَه التِيْ لَايُعجِبهَا شَيءْ ..! كُلْ مَافِيْ الَأمِرْ /
أنْ طُهرِيْ ونَقَائِيْ يخَتَلِفْ عَنْ بَقِيَةٌ النِسَاءْ
لِذَلِكَ لَاأحَدَ يستَطِيعْ فِهِمِيْ سِوى القَلِيلْ مِنْ البَشَر
ولَرُبمَا العدَمْ !
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26-06-2012, 11:30 AM
أنور أنور غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 142

اوسمتي

افتراضي

ماأجملها من كلمات أخي فيصل بوح رائعة ومفردات في غاية الروعة ولكن أخي فيصل أين العروبة أين زمن خالد وعمر الفاروق أين زمن المعتصم لقدأنثرولا أدري أسيعود ذلك الزمن
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26-06-2012, 12:26 PM
رحيق الكلمات رحيق الكلمات غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: في قلوب أحبتي أحيا بصمت
المشاركات: 2,212

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيصل مفتاح الحداد مشاهدة المشاركة
لقد قعدتُ إلى حاسوبي ...
أعدُّ ذنوبي ....
أستجمعُ هموميَ السَّقيمةَ .....
وأجسُّ كوامنَ نفسي الرَّحيمةِ ....
في فتورٍ وتعبٍ .....
....وملالٍ ونصبٍ ....
وقد طفحَ بيَ الكيلُ ....
وانهالََ عليَّ الهمُّ انهيالَ السَّيلِ......
فكدتُ أغرقُ في بحار الذكرياتِ المرَّةِ .....أحاولُ منها النَّجاةَ.........
وأسبحُ في أغوارِ الحنادس الثرَّةِ ..... أنادمُ فيها الحياةَ.....
وقد عافت نفسي مشاكلَ الدُّنيا الدَّنيَّة .........
وتطلعتْ لراحةِ القلبِ الهنيَّة .....
ولكن دون جدوى ....
وقد مَثلَ أماميَ الأعداءُ وهم يسخرون ...
وفي أرضِ غزَّة يعبثون .....
وفي العراق يرقصون........
وبيننا وبينهم ثأرٌ قديمٌ ......... وَوَتْرٌ نابضٌ جسيمٌ ....
وتبلٌ ماله من سلامٍ ....
......وذحلٌ ما له من فطامٍ ..........
وعداوةٌ تجمعها بغضاءُ .......
وإحنةٌ توقدُها شحناءُ .........
ودمنةٌ ذابت بحوضِها الضَّغناءُ ....
وأنا مغضبٌ مغتاظٌ .....
يضطرمُ قلبي عليهم اضطراماً ....
ويشتعلُ من جَورهم اشتعالاً..
فما من موضعٍ فيه
إلا استكنَّ في زواياه الغضبُ.......
وما من فسحةٍ في نواحيه....
إلا تملؤها النِّيران والحطبُ...
فاستشاطَ من ذلك وازمهرَّ..
واسمغدَّ من حَالِكٍ واكفهرَّ ...
واخرنطمَ واشمأزَ ....
وتعاظمَ واستفزَّ ...
فما وجدتُ شيئاً يسِّكنُ اضطرامَه ..
أو يزيلُ احتدامَه ...
سوى أن أسبحَ في بحرِ ذكرياتي المرِّ الغريقِ ...
وأغطسَ في نهرِ سجلاتي الثرِّ العميقِ ....
استجمعُ ألوانَ الفكرِ القديمة ..
وأسترجعُ ألحانَ العمرِ العديمة ...
وفيما أنا أحاولُ في ذاتي ...
وأستجمعُ بالحزنِ أنينَ ذكرياتي...
تلألأت عَبراتي فوقَ الجفونِ ...
وتصوَّحتْ نبراتي حتى تحيَّرت منها الظُّنون ..
وقد أطلت الذِّكرياتُ المرَّةُ برأسِها الصَّغير ..
تطالع الحياة من عُشِّها الكسير..
تحاول أن تسريَ عنيِّ بعضَ ما أجد ..
أو تخفف عنِّي من حدَّة هذا النَّكد..
وأنا لا أكاد أبصرُ حرفاً ..
من شدَّةِ الإرهاق والضَّنى ..
أو أطرف طرفاً ..
من شدة الإغراقِ والعنا ..
وقلت في نفسي وأنا بين أحضانِ السَّكينة ..
جاثماً بين ذراعي نفسي المسكينة :
إلام هذا العدوّ البغيض يلهثُ في حياتنا ..
ويبسط كفَّه الشَّوهاء ...
في حشا ذكرياتِنا....
ونحن لا ندري كيف نستجمعُ من أرواحِنا حبَّاتِها ...
وننثر من نواحنا فلذاتِها ...
وقد نامت الأحلامُ في فراشِها الهزيل ....
وتفجَّر ينبوع السقامِ من نعاسِها القليل ...
لم أجد ما أفعله إلا أن أعاندَ رسيسَ السِّناتِ ..
نكايةً فيه ..
أو أجالدَ هواجسَ العداةِ ..
بالرغم من تراقيه ...
وأنا أحسُّ بدبيبِ السُّباتِ يجري في كياني...
ونعاسِ الدَّواةِ يرتعُ في ربيعِ أجفاني ...
فارتميتُ أحاولُ أن أجتذبَ حبالَ النَّومِ الطَّويلة ...
أو أهدأَ بين نقيقِ ضفادعِ اللومِ النَّحيلة...
ولكن دون جدوى ..
كانت الحبالُ عصيةً من بأسِها المفتولِ لا تطاق ...
قد شدت بكفِّها المصقولِ نواحيَ الآفاق ..
وأنا أراني قابعاً بين أصابعِ هذا السُّكون الرهيبِ...
أحاولُ أن أطفوَ فوقَ سراجِ هذا الموجِ الغريبِ ..
والشِّراع ما يزال...
غارساً منقارَهُ في كبدِ الرِّمال ...
لا أستطيع الإبحارَ وقد زاغَ القمر ...
تحوَّل بوجهه الضَّحوك إلى فضاء النَّهر ...
وزهرتي النَّاضرة نكستْ رأسَها من الذُّبولِ ..
والكونُ ملتفٌ في عباءته القديمةِ من الخمول ...
يلهثُ من ثورته الجسيمة ..
بين أحضانِ الحقول ...
وبدت النُّجومُ مكفهرةَ الوجوه ...
كأنَّما أُجْبرتْ على النُّزولِ ...
ووجهها تمحوه معالمُ الأفولِ ..
وهذه أمواجُ روحي تصطخب...
وبحر عمري يضطرب ..
لا يسبحُ فيه من خوائه سابحٌ ..
ولا يمتح فيه من نضوبه ماتحٌ ..
جفَّ حلقي من عصيرِ الأحزانِ المرِّ..
وتاه فكري من سياطِ نعيقِ الحَرِّ ...
رجلاي ترتعشان من السُُّيوفِ الماضية ...
ويداي تضطربان من مدافعِ الأسقامِ الدَّاوية..
لم أعد أحسُّ أنني من بني الطِّين ..
إذا صحوتُ في ملاحفِ الأنين ..
أكسرُ صخورَ العدمِ..
وأرفعُ من الأحلامِ نوابغَ الكلمِ...
لا أدري ما أقولُ ..
وقد نامَ طموحي في جبَّته البالية ...
واتكأَ تطلعي على جنبتِهِ الخاويةِ ..
وانطفأتْ فيَّ مباهجُ الفرحِ ..
وتحطَّمتْ فيَّ مراكبُ المرحِ ..
وصرتُ كأنَّني طريحٌ لا يريمُ ..
أو صخرةٌ رُميتْ في مدفنٍ قديمٍ ...
لا أحدَ في محنةِ أُمَّتِي أراهُ ..
سوى آهٍ وألف آهٍ ..
فيا أيتها الطُّيورُ الوادعةُ التي ترفُّ بالجناحِ ..
وتقطعُ بريشِهَا الورديِّ ملاحفَ الرِّياحِ ..
وتبتسمُ للنُّورِ الزكيَّ في صِباه ...
وتهدهدُ الوجدَ النَّدِيَّ في عُلاه ..
لا تكسري فينا نوافذَ الحياة ..
إنَّ رفيفَ الزُّهورِ في صباهَا ...
وبليلَ النَّدى اللَّوزِي في رُبَاها ...
جعلتنا نخاطبُ الكونَ لعلَّهُ يفيقُ ..
ونسكبُ في حجْرِهِ مدامعَ العقيقِ ...
وزهرتي الهزيلةُ تودِّعُ الحياةَ ....
أشمُّهَا ذليلةً ، كحطبِ الفلاةِ ..
آمالُنا العرجاءُ تدبُّ كالعجوزِ الفانيةِ...
تسحبُ كالبلهاءِ في الطرقاتِ الدانيةِ ...
وهذا الاخطبوط الذي يلوينا...
في كفِّه المثقوب يحتسينا ...
ألا نتحوَّلُ عنه ونسيرُ ..
نعانقُ الحياةَ في الموسمِ المطيرِ..
ونبصرُ الأحلامَ في مهدِهَا الصَّغيرِ...
تكادُ من فرحةِ العمرِ تطيرُ...
وأرى قطتَّي اللعوبَ....
تغمسُ أفراحَهَا في موكبِ الغروبِ...
وتزرعُ في ظنِّها مغانيَ الفرحِ ...
نائيةً عن منبتِ الأنينِ والتَّرحِ ....
أهذا السَّيفُ سيفي يا رجب ...
أم أنه نشارةٌ من الخشب ؟ ..
وأنا الذي ما كنتُ في الميدانِ ..
إلا شواظاً من لظَى النِّيرانِ ...
أجرُّ رجليَّ من بصيصِ التَّعبِ ...
وارفعُ بقايا هامتي من النَّصبِ ! ... يا للعجب
كان جدُّنا العظيمُ كالجمرِ يتوقدُ ...
عيناه كأنهما من زبدةِ الزَّبرجدِ ...
يداه كأنَّهما مبسوطتين جوهرٌ ...
لما تخطَّى أعتابَ الوصالِ ...
تبخَّر أو ذاب بين أكتافِ الرِّمال ...

ومن منا يا اخي فيصل
لم يجثم هم الأمة على صدره
ولم يشعر بسيف العدو على نحره
ولكنها تبقى الآمال
وتشرأب بأعناقها الأحلام
ان امة الإسلام ستعود
وستعود معها احلامنا
ويطبب النصر آلامنا
كتبت فأبدعت
وغرست ريشة
ابداعك
في حبر اللغة
فصغت دررا
اسمتعت بقراءتها
الف تحية وزهرة ندية لك
__________________
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26-06-2012, 02:57 PM
الصورة الرمزية أزهارُ الكرزْ
أزهارُ الكرزْ أزهارُ الكرزْ غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2012
الدولة: تحتَ ظلِّ شجرة كرزٍ عملاقةْ
المشاركات: 350

اوسمتي

افتراضي

همومٌ وغموم
تصنعُ الكلوم ومن منا منها محروم
من منا لهُ لا تروم
انها داءٌ عُضال
ونحن أشقياء الحال
تبعثرنا
تفرقنا
تؤلمنا
وتجرحنا

حرفك ماهر ونصك فاخر
دمت بعيدأً عن كل ألم وهم


///


أمنياتي الكرزية لك
__________________
لا آله الاّ أنت ، سُبحانك اني كنتُ من الظالِمين ..
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 27-06-2012, 07:30 AM
فيصل مفتاح الحداد فيصل مفتاح الحداد غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 206

اوسمتي

افتراضي رد هموم

إخواني : عبد الله الراسبي ، الراشدي ، أنور ، أخواتي : سعاد زايدي ، أسيرة البدر ، ، رحيق الكلمات ، أزهار الكرز ، أشكر لكم جميعاً مروركم على ما كتبه أخوكم في الله ، وما عبرتم به من كلمات تنم عن صدق الإخوة ، وسلامة الفطرة ، ونقاء النفوس ، وجعلنا الله تعالى أحباباً فيه إلى يوم أن نلقاه . أكرر لكم شكري وتقديري . تحياتي .
__________________
فيصل الحداد
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 29-06-2012, 03:07 PM
الصورة الرمزية محمد الطويل
محمد الطويل محمد الطويل غير متواجد حالياً
عضو مجلس ادارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 2,036

اوسمتي

افتراضي

أخي فيصل ...... أشكرك على تواصلك وساعدنا في تكبير حجم الخط كي لا نتعمق بالتركيز نظراً ولكي نتجول بسهولة بين السطور وسوف أنوب عنك هذه المرة في عملية تكبير حجم الخط .

النص جميل كعادتك ودعوة لمحاسبة الذات آخذين في الاعتبار أن حال الدنيا لا تستقر على قالب واحد فمهما فرحنا سوف تلبسنا يوماً رداء الحزن لكن يجب أن نتيقن أن كل شيء زائل .

لك الشكر .
__________________
قبل الرحيل أترك على طاولتي كثير من مسودات لم تكتمل وقلم رصاص
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:22 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية