روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,536ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,796ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,303
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,501عدد الضغطات : 52,280عدد الضغطات : 52,384

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات عامة > قضايا وأراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-12-2012, 05:35 PM
الصورة الرمزية ريم الحربي
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
رئيسة القسم العام
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 2,011

اوسمتي

افتراضي جيل مندفع وأناني ..



جيل مندفع وأناني


لطالما سمعنا هذه الكلمة من كبار السن ولطالما ترددت على مسامعنا في عدة أوقات ومختلف المناسبات مما جعلني أتساءل هل حقاً أن الجيل الحالي
جيل مندفع... أناني لا يبالي بغيره و ما السبب الذي دعاهم لإصدار مثل هذا الحكم ؟

جيل الآباء يقول : أن الجيل الحالي جيل مندفع لا يبالي بغيره يرفض تقبل النصح ولا يعطي الكبير حقه ويحاول أن يتجاهلنا ويريد تجاوزنا

الجيل الحالي يقول : لا أحد يستمع إلينا ولا أحد يحاول فهمنا نريد أن نشعر باستقلاليتنا
لا نريد أن نكون نسخة طبق الأصل لمن سبقنا نريد أن تكون لنا شخصيتنا
نحن

ونعود لسؤالنا السابق هل حقاً الجيل الحالي جيل مندفع وأناني ؟ وإن كانت
الإجابة بنعم فلماذا حدث هذا الأمر وما السبب في كونه يحمل هذه النظرة
وينتهج هذا الأسلوب

وإن كانت لا فما هو السبب في توجيه هذا الاتهام له ؟

وأياً كانت الإجابة فالواضح أن هناك فجوة بين الجيلين ترى ما سببها ؟




مع تحياتي
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-12-2012, 06:04 PM
آلاء آلاء غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 505

اوسمتي

افتراضي

أختي قوافي .. موضوع جميل جدا ليثار هنا .. ويسعدني أن أكون
أول المارين على متصفحك ..

بداية ,, من وجهة نظري أن جيل الآباء جيل مختلف تماما عن هذا الجيل
لذا - وللأسف - قد لا يدرك الآباء عِظَم تأثير هذه المقولة على نفوس الابناء
فإن لم يكن مندفعا وأنانيا أصبح كذلك ..!!

هذا الجيل أبصرت عيناه عالماً آخر ,,عالم مفتوح الأفق .. خُلِق فوَجَد نفسه
بين معمعة الأيام .. فحريا بالأب أن يبني ويؤسس بسلاسة وبما يتناسب مع
شخصية ابنه .. أن يصاحب ابنه ويكون له قلبا مفتوحا ..

لا أن يُتركَ الطفل أمام التلفاز 24 ساعة من نعومة أظافره فيصبح ما يراه
قدوته بحجة أن الاب أو الام منشغلين .. وتفعل خدمة الانترنت في المنزل
بحجة ان ابني يتسلى به دون مراقبة أو حدود ..

لا أن يترك دون الأخذ بيده إلى الصواب وتصحح السبل أمامه إن بغى
الانحراف ..

ثم حينما يصبح شابا يقال بأنه مندفع وأناني ..!!!!

فلم لا يكون كذلك وأنا أرى أن من الأنانية أن ينشغل الاباء بأمور دنياهم
ويغفلو فلذات أكبادهم .. وأرى أن من الاندفاع الحكم عليهم بهكذا حكم
لأن ما يحصده الاباء الآن هو نتاج زراعتهم ..!


أعتذر على الاطالة .. وشكرا لكِ أخية
__________________
’,

’,

قلوبنا المتساقطة أرقاً .. هل من ترياق يشفي أوجاعها..؟!
ويذهب بها إلى جنة اللقاء بعد إذ كانت في جحيم الشوق والفراق..!!

"الروح المنهكة مسبقاً "
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-12-2012, 06:28 PM
الصورة الرمزية سالم الوشاحي
سالم الوشاحي سالم الوشاحي غير متواجد حالياً
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,853

اوسمتي
وسام أجمل الردود وسام الإدارة درع الإبداع وسام الإبداع مميز السلطنة الأدبية وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي

الأخت الفاضله قوافي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدايةٍ أحييك على طرحك الراقئ والمميز بمثل هذه المواضيع المهمة والتي تدخل في شؤن الأسرة

والتربية التي ينشاء بها الأجيال ...

نعم هو جيل مندفع وأناني إلا من رحم الله والسبب يعود للتربية التي نشاء عليها هذا الجيل .. تررع هذا

الجيل مابين الإنترنت والألعاب ووجد سبل الراجة مهيئة له .. أيضاً تغاضي بعض الأسرعن دورهم

فالتربية فجعلوا

من الخادمة المربية والحاضنة له فبات يعمل على هواه ويلهوا بما يحلوا له ...

أيضاً المدرسة لها دور كبير في الوعي وإعطاء الطالب جرعات من الأخلاق الحميدة فقد غاب كل هذا

فأصبح الجيل جيل الامبالاة والتهور والإندفاع...

هذا مايحضرني هذه الساعه وأتأسف لأني لم أعطي هذا الموضوع حقة لاني على عجاله من أمري

فارجوا العذر أخيّه.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-12-2012, 08:17 PM
الصورة الرمزية جمعه المخمري
جمعه المخمري جمعه المخمري غير متواجد حالياً
شاعر
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 3,360

اوسمتي

افتراضي

اختي العزيزة قوافي...
أشكرك على هذا الطرح الرائع...

الاجابة تكمن في السؤال نفسه...
وأتفق مع كلام الاخوة الذين سبقوني...

الاندفاع هو عدم السيطرة والتركيز على شيء معين.. ويبقى التأني المنفذ الوحيد العالق في ذهن الكبار...

ربما يتناسى البعض ان الاندفاع خلق منذ أزل بعيد... حتى في شخصيات كبارنا من المؤكد انهم سقطوا في الاندفاع ولكن ليس بالصورة التي نراها في جيلنا الحالي.. والمتغيرات لعبت دورها الاساسي
فقدان التركيز على الطموحات المرجوة...

يبقى دور التوعية.. هو العامل الاهم في هذا الجانب...

وأضرب على ذلك مثلا بسيطا...

لو وجد الاب ابنه يرتكب خطأ معين... تراه هل سيكون من المستحسن النهي عن هذا الشيء بالتأنيب والتعذيب..؟؟!!!!

ربما يفتقد رب الاسرة همزة الوصل بينه وبين ابنه
فجيلنا الحالي أصبح مختلفا عن الجيل الذي سبقه..

فاذا قام الاب بسؤال ذلك الابن : انت فعلت كذا.. طيب .. ربما تكون محقا ولكن اثبت لي ماذا استفدت من هذا العمل !!! حينها ستظر الاشياء السلبية في ذلك العمل وسيقتنع الشاب برأي والده... وهنا
سيقلل الاندفاع مع مرور الوقت .. وسيجد نفسه قليل الاخطاء..

اشكر لك هذا الطرح الهادف والمتميز..
__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-12-2012, 11:03 AM
الصورة الرمزية كمال عميره
كمال عميره كمال عميره غير متواجد حالياً
مشرف النثر والخواطر
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر.................جيجل
المشاركات: 1,889

اوسمتي

افتراضي

أجل ياقوافي............
هناك فجوةعميقة وعميقةجدا.........والمؤسف أنها تزدادا عمقا وبتسارع كبير.........
وأنانية هذا الجيل...........مؤكد أنه غكتسبها من بعض ما زرعنا فيه...........ثم هذا اللهث البغيض وراء كل شيئ مادي.............
لم يعد للفرد قيمة بما إكتسب من أخلاق..........وقيم ومعرفه.............
بل صار من يمكلك درهما يساوي درهما............ومن يملك أكثر فهو حتما يساوي اكثر............وعلينا بعدها القياس....
أرى..........أننا يمكن ان نخفف من حدة هذا البعد.............عن طريق الحوار .....ومحاولة فهم وإسترجاع هؤلاء الأبناء...........ليس بالأوامر فقط...........بل بالمشاركة.....بمحاولة جعله صديقا..قبلاي شيئ......بأن نحاول ما امكننا الظرف والوقت...........أن نقضي أوقاتا أطول معهم...........أن نناقش ونثير عديد القضايا والمواضيع التي تهمنا وتسيطر علىالساحة.....
أن نعطي لهم فسحة إضافيل للتعبير عما يجول بخاطرهم.....عما يفكرون فيه............عن نظرتهم للاشياء........وأن نناقش بهدوء..........كل مايجب مناقشته..........لأنها برايي الطريقة الوحيدة التي يمكننا بها أننتجنب هذه الآثار المدمرة............لهكذا جيل..........مندفع....وأناني......ولايرى إلانفسه...كما قلت ياقوافي...
ثم لايجب أن نغفل أننا نعيش في عالم..............صار مجرد قرية صغيرة بما تمتلكهالبشريه من وسائل إتصالا ت حديثة.............وهذا مايقرب ايضا طرق التفكير ونمط الحياة.....بين جميع البشر دون إستثناء..
لذا.................فبرأيي ..الحل الأمثل...........هو أننسعى حقا وبجدية مطلقة..........وبعيدا عن الأوامر الابويه..............أننجعل من أبنائنا اصدقاء لنا.............بكل ما تحمله الكلمة من معنى..............فذلك وحده يبدو كفيلابأن يفهموننا..........وأن نفهمهم.....وأنيكونبيننا تواصلدائم لن نعدم بعده إيجاد حل لكل مشكلةقد تصادفهم...............
ألف شكر يا قوافي على مواضيعك الهادفة.................آمل أنني أدليت بدلوي............فأنا حقا احب مشاركة الشباب أنشطتهم..............وكل ما يطمحون ويحلمون به............وقد وجدت حقا انه من السهل الوصول إلىصيغة تفاهم جميله.............عندما يرون حقا صدق تعاملنا وإهتمامنا بأمورهم............أقولها عن تجربة............لا مجرد راي...
__________________
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 08-12-2012, 10:30 AM
الصورة الرمزية محمد سالم الشعيلي
محمد سالم الشعيلي محمد سالم الشعيلي غير متواجد حالياً
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: Azaiba
المشاركات: 630

اوسمتي

إرسال رسالة عبر Yahoo إلى محمد سالم الشعيلي
افتراضي

موضوع شيق جدا فشكرا قوافي
الفجوة خلقها التحضر الذي فهم بمفهوم آخر وصيغت أموره بصيغة الحضارة المزيفة.
الجيل السابق نمى على تعاليم وعادات وتقاليد من الواقع المحلي المحيط بهم في الفة ومودة وتواصل وتعاون ويرى كل واحد الآخر برؤية الأخ
والجيل الحالي نمى نمو الهاتف والبي بي والحاسب الآلي والقنوات الفضائية ولا أعمم.
الفجوة في تقبل الجيل السابق النقلة النوعية لاساليب العيش الحديثة
وعودة الجيل الحالي إلى العادات والتقاليد والأعراف والتعايش معها جنبا إلى جنب مع ما يرونه حضاري.
الفجوة الأخرى بين تقبل السمين وترك الغث من العيش السابق والحالي فليس كل الأمور سلبية

تحياتي العطرة
__________________
زورونا في قسم قضايا وآراء للإفادة والإستفادة

قـــــال لي خلــــــــي لما جئته .. من ببابي قلت بالباب أنا
قال لي أخطأت تعريف الهوى .. حينما فرقت فيما بيننا
ومضى عام فلمـــــــا جئـــــته .. طالبا للحب فيه مذعنا
قال من بالباب قلت أنظر فمـا .. ثَم إلا أنـت بالباب هنا
قال لي أحسنت تعريف الهوى .. وعرفت الحب فادخل يا أنا
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 08-12-2012, 04:19 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

الفجوة أو الفـُـرقة بين الأجيال-أختي البديعة الكريمة قوافي-أو التي يَسِـمُهَا علماءُ الاجتماع بـ ( الهُوة بين الأجيال Le fossé entre les générations ) واقعٍ موجودٌ وحقيقة ٌلا يُمكنُ لعيْنٍ بصيرةٍ أو عقلٍ راشدٍ واعٍ مُلهَمٍ أن يتعامى عنها أو يَتجاوَزَهَا بالإلغاءِ والنكران...

ووجودُ هذه الهوة في مفاصل التلاحق الزمني والحضاري بين الأجيال المتعاقبةِ أمْرٌ طبيعيٌّ جدا لسببٍ بسيطٍ هو أن الجيلَ اللاحق دائماً له من آلياتِ التجدد والاجتهاد في متغيراتِ واقعهِ ما يختلفُ بنِسَبٍ متفاوتةٍ عن آلياتِ التجددِ والاجتهادِ في متغيراتِ واقعِ الجيل السابق أو الأسبق عنه،ويَستحيلُ إلزامُ الجيل اللاحق-وهو يَعيشُ واقعَ تلكَ المتغيراتِ-على متغيراتِ مَنْ سبَقَهُ من الأجيال...

هذه الهوة إذن-في وضعِها الطبيعي-أمْرٌ لا ضيْرَ فيهِ ولا خوفَ من تبِعاته،فأمرٌ طبيعي-وأنا ابنُ الأربعينَ سنة وابنُ المرحلةِ السابقة-أن ينشأ أولاَدي على مرحلةٍ لها أدواتها المتجددة في مجال المتغيرات أو آلياتِ الحياة التي تخضعُ للتجددِ والاجتهاد...

لكن هذه الهوة-أختي-تغدو مشكلة ًوتصبحُ عائقاً يمنعُ التواصلَ بين الجيل السابق واللاحق حين تكونُ الفجوة جَفوَة ً تتسِعُ هُوَّتـُها بينهما بسببِ الخلطِ الشنيع بين مفاهيم ( الثوابتِ ) و ( المتغيرات )...

فكثيرٌ من الآباء يَحرصونَ الحِرْصَ الشديدَ على وقايةِ أبنائهم من موْجاتِ العصر المدمرة والتي لا تخفى آثارُها على أحدٍ منا،وهي قواصِمُ لثوابتنا الشرعية والأخلاقيةِ ولا يُمكنُ أبداً-وتحتَ أيةِ ذريعةٍ-أن تتغيرَ أو تتبدلَ أو تنتفي من حياتنا مادمنا مسلمين،وحين يقلقُ الوالدان على أولادهما من هذه الناحية فقلقهُما في محلهِ،ولهما أن يُجندَا طاقاتِهما-في تنسيق وتعاون-على مواجهةِ تلكَ الموْجاتِ التي تسعى إلى سَلـْخِ أبنائنا من ثوابته المبدئية-في الأخلاق والعباداتِ والمعاملات-وإكسابهم حصانة ًإيمانية ًوتربوية ًوأخلاقية ًوعلمية ًوثقافية ًوتوعوية ًصحيحة ً،تجعلهم-وهم يعيشون متغيراتِ عصرهم-في منآى ومَعزلٍ فكري وشُعوري عن رجَّاتِ تلكَ الموْجاتِ التي لا تـُبْقي ولا تذر..!!

بيْدَ أن هذا الحِرْصَ يتحولُ في معاملةِ الآباءِ لأبنائهم إلى مِعْوَلِ هَدْمٍ وأداةٍ سلبيةٍ تصنعُ فجوةً بينهما يَصْعُبُ رَدْمُها حينما يُسيءُ الآباءُ التقديرَ فيخلطونَ في هذا الحِرْص بين الثوابتِ والمتغيرات..

بمعنَى أن يَضربَ الآباءُ خناقاً حديديا على أبنائهم بنقـْلِ ملامح عصرهم السابق إلى حياتهم الأحقة بما يَجعلُ الأبناءَ في تذبذبٍ شديدٍ بين مستجداتِ عصرهم التي ينبغي التكيُّفُ معها وبين ما يفرضه الآباءُ عليهم من آلياتِ العيْش التي عفا عليها الزمنُ وأصبحتْ من رواسب الماضي التي لا تصلحُ لعصرهم..!!

بعضُ الآباء،لأنه كانَ يعيشُ في زمنٍ لا تلفزيون فيه ولا هاتفَ ولا انترنت ولا وسائلَ مادية كثيرة وطرائق تخضعُ في وجودها للمتغير لا الثابت،يريدُ أن يُلزمَ أبناءَه على طبيعةِ ملامح الحياةِ التي عاش فيها وبها منذ ستين أو سبعين سنة خلتْ..!!!

كانتْ طبيعة هذه الملامح تسيرُ-في عصره-بوتيرةٍ لا تتجاوزُ البساطة َوالبدائية،فهو يُلزمُ أبناءَهُ-باسم الحفاظ على الثوابت ومحاربة الابتداع-على العيش في وقتهم وزمنهم الراهن الذي يتسم بالتعقيد والتغير والتجدد المذهل،يُلزمَهم أن يتحركوا بأدواتِ عصره هو لا أدواتهم وآلياتهم هم،في الوقت الذي يَعلمُ الكُلُّ فيه أنه لا يُمكنُ لجيل الأمة أن يصمدَ أمام تحدياتِ العصر المتغيرة إلا بالتكيُّفِ الإيجابي مع إيقاعاتِها التي لا ترحَمُ أبداً مَنْ تخلفَ عن رَكبها أو جَمُدَ في تحصيلها...

وهنا أحب أن أميط اللثامَ قليلاً عن ماهية ( المتغيرات ) التي أقصدها حتى لا يُساءَ فهمي...

المتغيراتِ التي أقصد..هي تلكَ التي تخضع لقاعدةِ الحديث الصحيح (( أنتم أعرفُ بشؤون دنياكم )) وقاعدة (( أينما تكن المصلحة فثم شرْعُ الله تعالى )) كما قررها الإمام ابن القيم قبلاً...

والمصلحة المرسَلة هنا تسري على المتغير الذي لا يتعارضُ مع مبدأ شرعي صحيح ثابتٍ،قطعيِّ الدلالة،قطعيِّ الثبوت،وهي تكونَ جائزة أو محظورة حسبَ ما تترتبُ عليه نتائجُها وآثارُها...

وقد تعلمنا من شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قوله : (( ما رَجَحَتْ مصلحتـُه على مفسدتِه أجيزَ،وما غلبتْ مفسَدتـُهُ على مصلحته مُنِعَ إطلاقاً ))...

ولأضربْ مثالاً...

القولُ بأنْ يمنعَ الآباءُ التلفزيونَ أو الانترنت أو الهاتف أو أي مستجدٍّ مشابهٍ تحتَ ذريعةِ تحقق المفسدة،هو في الحقيقةِ قولٌ واهمٌ وتصرفٌ خاطئٌ،لأن هذه المستجداتِ التي لم تكن موجودة في أزمنة آبائنا وأسلافنا لا تحملُ المفسدة أو المصلحة في حد ذاتها إنما ما تحملُ في طياتِها وما تبثه،وكيفية استعمالها هو ما يُحددُ لي الحكمُ عليها في النهاية..أما منعُها أمام أجيالنا فهو وأدٌ عصريٌّ وتدميرٌ حضاريٌّ للأمةِ،ستستيقظ منه بعد مدةٍ-كما استيقظنا الآن-لتجدَ نفسَها ما زالتْ تعيشُ العصرَ الحجري أمامَ الأمم الأخرى التي تجاوزتـْها بملايين الكيلومتراتِ والأميال المحسوبة بالسنواتِ الضوئية..!!!!

العيبُ والمحظور ليسَ في التلفزيون..ولا في الهاتف الخليوي..ولا في الحاسوب والنت..ولا في السيارة والطائرة والقطار السريع والمصعد الأوتوماتيكي..ولا في الملعقة والشوكة والطاولة وفي اللباس والمظهر...ولا في آلياتِ التدريس في المدرسة والمعهد والجامعة والإدارة والمؤسسة ومواقع الخدمات...

المحظور ليسَ في هذه الأشياء بحد ذاتِها..ولا يَجوزُ منعُها لأنها تدخلُ في مجال المتغير الذي يجبُ على الآباء تفهُّمَه عن وعي راشدٍ راجح،بل أرى أن يُشجعَ الآباءُ أبناءَهم على اقتحام هذه المجالاتِ بقوةٍ وإرادةٍ وتحفيزٍ وتشجيعٍ ومباركةٍ..فقط وفقط على الآباءِ أن يُدركوا أن كثيراً من متغيراتِ العصر التي يعيشها الأبناءُ سلاحٌ ذو حديْن...

الأنترنت والتلفزيون مثلاً..ضرورتان عصريتان لإنسان هذه المرحلة..وهما لتلميذ المدرسة وطالب الجامعة والاستاذ والباحث-خصوصاً شبكة النت-لا مناص منهما أو تخلي عنهما،بيْدَ أنهما كما نعرف جميعاً وعاءان يحملان الخبيثَ والطيب..الغث والسمين..الصالح والطالح...النافع والضار..المفيد والمفسِد..وهنا يأتي دور الآباء بالتوعية المكثفةِ والتنشئة الشرعية والأخلاقية الصحيحة على ما ينبغي أن يكونوا عليه أمام متغيراتِ عصرهم...

وفي تقديري أن الفجوة تتسع بينهما ابتداءً من هذه النقطة بالذات..حينَ لا يَفهَمُ الآباءَ طبيعة عصر أبنائهم الذي هم فيه..حينَ يضطرب سُلمُ الأولوياتِ في حِسِّ الآباء بين ما ينبغي أن يَحرصوا عليه تجاهَ أبنائهم في الحفاظ على ثوابتهم وقِيَمهم ومُثلهم العليا التي لا تتبدلُ وتتغيرُ أبداً وبين مقتضياتِ مرحلتِهم التي تخضعُ لتجددِ الآلياتِ الحياتية المختلفة...

إن هذه الفجوة موجودة أختي الكريمة..وهي-للأسف-تتسعُ كثيراً بين الآباء والأبناء،وأعتقدُ أن ردمَها ليسَ بالسهولة التي يَظنها بعضُ السُّذَّج ممن يروْنَ وسيلة الخلاص في الضغط والقسوة الطافحة وإحكام الخناق بالمنع عنهم ومصادرة واقعهم لصالح واقعٍ متغير سابقٍ كان هنا منذ نصف قرنٍ على الأقل...!!!

ثم كلمة أخيرة لإخواني الآباء وأخواتي الأمهات إنْ صَدَقتْ فيهم العزيمة وأرادوا فعلاً تسريعَ رَدْم تلكَ الفجوة التي قد يلحظونـَها في علاقاتِهم بأجيالهم اللاحقة من أبنائهم وأحفادهم :

غيابُ ( الأسوة والمثل الأعلى ) في شخوصنا..وتصرفاتنا..وأقوالنا وأفعالنا..أراه سبباً أساسيا في تعميق تلك الفجوة وفي اتساع الجفوة فيها...

إن الأبناء سيستمعون إلينا..سيستأنسون بآرائنا وتوجيهاتنا وقراراتنا وأحكامنا..وسينقادون لنا-عن رغبةٍ وقناعةٍ واقتناع-فقط حين نكونُ أمامَهم مَرايَا صافية واضحةً،تشِعُّ بالوعي الراشد والالتزام القويم والحكمة السديدة والحب الغامر الدافق الحاني...

إن انكسار تلك المرآة،أو تشوهها من أهم الأسباب المباشرة التي تخلقُ الفجوة بيننا وبين أجيالنا النابتة...

ثم-أختي الكريمة-في قصةِ أنهم مندفعون وأنانيون...مَنْ قالَ فقط إن أجيالنا اللاحقة-الذين هم أبناؤنا وأحفادنا-أنانيون ومندفعون...؟؟!!!

لماذا فقط أجيالنا الصاعدة موْسومة ٌبالاندفاع والأنانية...؟؟!!!

لِمَ لا ننظر إلى الصورة في وجهها المقابل..؟؟؟ أليْسَ من الحيْفِ البيّْنِ أن يكونوا هم فقط أنانيين ومندفعين وننسى في معمعة الاتهام أن في الآباء أيضاً أنانية ًألعَنَ وأرْعَنَ..؟؟!!!!!

كثيرٌ من الآباء يَرى القذاة في عيْن ولدِه،وينسى جذعَ الشجرة الذي في عيْنه..!!!!

كثيرٌ من الآباء يريدون إلزاماً أن يعيشوا زمنهم وزمنَ غيرهم..!!!

بعض الآباء..وبعض الأمهات..يريدُ إلزاماً أن تمتد حياتـُه-التي عاشَ تفاصيلـَها في طفولته وشبابه-إلى طفولة أبنائه وأحفاده ومرحلة شبابهم..فيفرض مرحلته على مراحلهم،وإن عجزَ راحَ يُصادرُ مرحلتـَهم لصالح أنانيته وعشقه لذاته..!!!

شيءٌ يُشبه ( العشقَ النرجسي ) او ( الحِقدَ السَّمَكي ) اللذيْن حدثنا عنهما الفلاسفة والنفسانيون...!!!

بعضهم-للأسف-يريد أن تمتد مراهقته الفكرية والشعورية والجسدية إلى سن الخمسين والستين..!!!

فمهلاً آباءَنا الكرام...!!!

عشنا طفولتنا وشبابَنا-وللهِ الحمدُ والمِنَّة-واستمتعنا بما فيهما من نضارةٍ وحبور وابتسام وبما فيهما من دموع وأحزان..ولأولادنا طفولتهم وشبابهم..لأولادنا مراحِلـُهُمُ التي من حقهم علينا أن يَعيشوها بمعزلٍ عن أنانيتِنا وذاتيتِنا المُفرطة..!!!

فلنرفقْ بهم ولا داعي للمزاحمة..إنها واللهِ قمة الأنانية وتأليه الذات أن نوَدَّ أن نعيشَ زمننا وزمَنَ غيْرنا بهذه المزاحمةِ غيْر العادلةِ أو بترحيل متغيراتِ زمننا إلى حياةِ أجيالنا الصاعدة..!!!

أجيالنا القادمة هم الربيع القادم..ونحن-شئنا أم أبيْنا-الخريف الذاهب...وتلكَ سنة الحياة التي لن نجدَ لها حِوَلاً أو تبديلاَ..ويَجب علينا نحن الآباء أن نفهَم ذلكَ جيداً عن وعي عميق ورزانةٍ راشدة...

مشكورة أختي على الطرح..وشكرَ اللهُ الجميعَ ممن أدلى بدلوهِ النافع..ودمتم سالمين غانمين متألقين...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!


التعديل الأخير تم بواسطة يزيد فاضلي ; 25-12-2012 الساعة 02:02 PM
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 09-12-2012, 04:16 PM
الصورة الرمزية ريم الحربي
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
رئيسة القسم العام
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 2,011

اوسمتي

افتراضي


نعم أيتها الروح هذا صحيح القينا بأبنائنا في عالم مفتوح وتركناهم يتخبطون دون أن نفعل شيئا لهم

ومن ثم نأتي ونلومهم نهملهم ونقول أنهم أنانيين غير مبالين بينما نحن نفعل نفس الشيء

فقبل أن نقول عنه أناني لنسأل أنفسنا هل ولدت الأنانية هكذا دون سبب بالتأكيد لا,,,,,,

فالأباء هم من زرعها وسيحصدون ما زرعوا فلوا أخذنا بيده أبدا ما كان كذلك

أيتها الروح جزيل الشكر لك أخية على جميل الأضافة ألتي اثرت الموضوع

شكرا جزيلا لك



رد مع اقتباس
  #9  
قديم 09-12-2012, 04:57 PM
الصورة الرمزية ريم الحربي
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
رئيسة القسم العام
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 2,011

اوسمتي

افتراضي

أستاذ سالم الوشاحي معك حق فاهمال التربية من الوالدين له أهم الأثر نحن لا نعترض على وسائل

الإتصال الحديثة فالأنترنت واللعاب الألكترونية ليست سيئة جميعها لكن الأمر يحتاج لرقابة وتوجية

من الأهل كما أن مشاركة الأبناء أهتماماتهم له دور أساسي في حل المشكلة فعندما يرى الأبناء أن

الأهل مهتمين بما يهتمون به وعندما يشعر الأبناء أن الأهل يحاولون تفهم وجهات نظرهم عندها

ستكون هناك حلقة الوصل المنشودة

استاذ سالم الوشاحي شكرا على مداخلتك القيمة

شكرا جزيلا لك
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 10-12-2012, 09:20 PM
الصورة الرمزية ريم الحربي
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
رئيسة القسم العام
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 2,011

اوسمتي

افتراضي


اهلا بك أخي جمعة كعادتك تضع يدك على نقطة هامة جداً

إن ماذكرته يا أخي يعني أن هناك فقدان للتواصل بين الأباء والأبناء محاولة بذل الجهد لتواصل يجب أن

تكون من الطرف الأكثر حكمة الأكثر خبرة إبن اليوم ليس إبن الأمس ليس نقص في الجيل السابق

أبدا لكن إبن اليوم عاش في عالم أوسع أكبر لم يعد ذلك الأبن الذي يتقبل الأمر دون نقاش ويسلم بكل ما

يقوله الأهل إبن اليوم يناقش يجادل يبحث عن الأسباب يفاضل بين القرارات إذن علي الأهل أن يحاولوا

إيجاد نقطة لقاء مع الإبن لا يكفي أن تخبره أنه ارتكب خطاء كي لا يعود إليه بل هو بحاجة لأن يقتنع

بأنه مخطئ ........ويظل الإندفاع كما ذكرت أخي وارداً في كل جيل وزمن فقط لا بد من أن نعرف

كيف نتعامل معه.....

أخي جمعة المخمري شكراً لك على مداخلتك القيمة التي اثرت الموضوع

كلي سعادة أن أراك هنا مجدداً حقا أنا كذلك
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:02 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية