المجلة الادبية YOU COULD PUT BANNER/TEXT/HTML HERE, OR JUST REMOVE ME, I AM IN header.htm TEMPLATE

جديد المقالات


جديد الأخبار

تغذيات RSS

06-15-2011 08:02 AM

نقطة ضوء,

هل غادر المبدعون ؟
للكاتب : سعيد بوعيطة ـ المغرب



لقد أصبح مجتمعنا المغربي/ العربي، لا ينتج سوى البؤس الثقافي و الإبداعي و مشتقاتهما. مما أدى إلى يأس المبدع. ما أتعسك أيها المبدع اليوم. عليك أن تقدم نفسك قربانا للإبداع. ليكون الإبداع موتك الجميل. تتكئ على قلمك و تقف على حافة الصفحة البيضاء الدافئة. هروبا من حافة القبر البارد الموحش. أين ستحقق معجزتك أيها المبدع؟ هل في جنونك المكبوت و تحويله إلى صمت؟ هل في ارتطام حلمك بالواقع؟ هل في تصادم الممكن و المستحيل؟ في أعماق كل مبدع، بحيرة راكدة. فهل حاولت تحريك هذه المياه الراكدة في داخلك؟ لأن الإبداع غوص نحو الأعماق التي قد تموت فيها غرقا أو دهشة. كان المبدعون يموتون عشقا وأصبحوا يموتون من الضجر. لكن أروع المبدعين قد ماتوا حزنا أو صمتوا حتى الموت. أيها المبدع، قد خنت الإبداع. فحرمت عليك شجرة الخلود. و حين ستحاول ابتلاع تفاحة ادم، ستلاحقك اللعنة إلى يوم البعث. يلاحقك الموت في حلك و ارتحالك. في حانات و حفرالمدينة، تغرس رأسك بين قنينات- البيرة- كالنعامة و تحلم بمبدعي الزمن الأول: عنترة بن شداد، امرؤ القيس، أبو نواس، المتنبي، أبو فراس الحمداني، الخ... لتكشف أن أجمل الإبداع قد كتب و أن أروع المبدعين قد رحلوا، أو في طريقهم إلى العالم السفلي .

مات عنثرة منذ لم تعد للعرب سيوف تذكره بثغر حبيبته عبلة. وأصبحت السيوف تباع في- البزارات- للسياح. و الثغر في حاجة إلى معجون أسنان ليلمعه. مات امرؤ القيس بعد ما بكى و استبكى. لكن اكتشف أن خليلته ليلى لا تستحق هذا البكاء و لم تعد جميلة في زمن الماكياج و الدجينزأو الميني جيب. و أنها لم تعد تلك المرأة التي يتعذر العثور عليها بين- الدخول- و- حومل- لأنها أصبحت تهرول بين باريس وتلابيب. في زمن هيمن فيه العملاء و القوادون. ووصلت السيارات الفاخرة إلى باب كل خيمة عربية. وانتحر أبو نواس وهو يسكب في جوفه زجاجته الأخيرة. ليكتشف أن القضية أكثر تعقيدا مما يتصور. و أن قنينات- البيرة- لا تعد داءه و لا دواءه. مات أبو فراس الحمداني، منذ أصبح عصي الدمع و الحبر معا. يوم اكتشف أن النساء، لا تعشقن الرجل البكاء. و أن لا أحد يموت ظمأنا في هذا العصر . كما مات المتنبي يوم مات سيف الدولة. لأنه بحث عن سيف دولة آخر، فلم يجد سوى الأراجيز و الدمى تحكم البلاد و العباد.

هل غادرنا المبدعون، منذ أن أصبح النفط حبرنا الوحيد و الدولار معبدونا الأول و الأخير؟ فماذا بقي للمبدع ليكتب عنه؟ لم يعد له ما يكتب عنه. إنه يراوغ فقط. يختفي خلف الكلمات المتقاطعة المطلسمة التي لا تحمل معنى عموديا و لا أفقيا. إن المبدع الحقيقي لا يعمر طويلا. يموت واقفا كالشجرة. أما التماسيح فتعمر طويلا. و تتحول عبر العصور إلى مخلوقات أخرى.



تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 178


خدمات المحتوى


التعليقات
#28 [نادية بلكريش]
0.00/5 (0 صوت)

09-08-2011 01:32 AM
أشكر الأستاذ الكريم على هذا النص العميق

و المليء بالدلالات,

مع تحياتي,


سعيد بوعيطة
سعيد بوعيطة

تقييم
4.91/10 (162 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.