جاءت تفعيلة...
مقال : محمد الراسبي

من خلال نتيجة هذا العام في مسابقة مجلس الشعر الشعبي حيث جاءت النتيجة مسلطة الضوء على التفعيلة كأن المجلس يقول في العام القادم لا بد أن يكتب الشعراء في التفعيلة . سيقول المجلس ليس له دخل في النتيجة وهي جاءت من قبل لجنة التحكيم، نعم ولكن المجلس هو من اختار هذه اللجنة والتي جاءت كلها في أسلوب واحد ويعلمها الجميع من خلال ميلانها إلى الفصحى أو الشعر الحديث أو التفعيلة . وأيضا سيقول تم اختيار شاعرين محكمين لا يكتبون في التفعيلة ، سنقول نعم ولكن في اعتقاد الجميع أنهم من خارج عمان ومعنى ذلك أنهم ليسوا مؤثرين على النتيجة .

هذا من خلال أول يوم في الاحتفال دارت الأحاديث بين الشعراء المشاركين حول نتيجة المسابقة ولمن الفوز؟ حيث أكد جميع الشعراء المشاركين على نوعية الكتابة، فمن كتب في التفعيلة والتنقل بينها وبين العمودي فقد فاز، وبالفعل جاءت هكذا. هذا ويراهن الجميع على أن اختيار أعضاء اللجنة وذلك لقدرتهم وإبداعهم لسنوات طويلة . ولكن لابد من اختيار التنوع في لجنة التحكيم وليس تسليط الضوء على نوع واحد .

صحيح أن القصائد جاءت في قمة الروعة واستحقت التكريم وحملت سمات الفوز من جميع النواحي ولكن لا يخفى على الجميع بأن عليها طابع ميلان لجنة التحكيم لهذا النوع من الشعر. وأيضا هناك نصوص أخرى تستحق التكريم وقد اطلعنا عليها في الجرائد المحلية والمواقع الالكترونية وهي لا تقل شأنا من القصائد الفائزة .

إن مسيرة الشعر الشعبي في السلطنة محسوبة على المجلس سواء رضي عنها الشعراء أم لا، فيؤثر على مسارها بشكل مباشر لذلك من مسؤولية المجلس تطوير الحركة الشعرية واتخاذ مسارها الصحيح سواء في التنوع والشمولية أو تطوير وتحديث القصيدة دون أن تؤثر على الشكل العام للقصيدة الشعبية العمانية.

وهذه همسة للمسؤولين وهي أننا لا نريد أن يأتي تطوير قصيدتنا من الخارج مثلما يكون أحيانا في الأغنية والفنون الأخرى لأن الساحة الإعلامية مفتوحة والتواصل مفتوح أيضا.