استوقفها علي ناصية
الشارع بالقرب من محطة الأتوبيس فسألته في دهشة عم جاء به اليوم؟ لم تعطه الفرصة
للإجابة بل استفسرت هل جاء ليراها مرة ثانية أم ليطمئن عليها؟! كاد أن ينطق
فقاطعته أم كان مروره مصادفة؟! نظر في عينيها فارتبكت ونظرت إلي الأرض فقال إنه
حضر ليسألها أما زالت عند وعدها ؟! فابتسمت ساخرة لتسأله هل كان من الممكن أن تنتظره كل هذه الأعوام وهي
لاتدري أيحضر أم لا؟! شعر بصدمة هزت أطرافه ورمشت جفونه كثيرا وهي تخبره أن من
تزوجها لم يخيرها بل اغتصب ارادتها وتزوجها وأنجب منها! شعر بالهزيمة وهو يقول إنها
لم تصبر عليه ولم تنتظره ! حاولت تبرئة نفسها فرفض بشدة فسألته لماذا لم يسأل عنها
وتركها فريسة سهل اصطيادها ؟ فأخبرها إنهم اعتقلوه وعذبوه وسجنوه بلا محاكمة
وأذاقوه الذل والهوان و.. وصمت ولم يكمل
.. سقطت دمعة من عينيه قبل أن يتمالك نفسه ثانية ليقول في تصميم إنه سيطلقها من
زوجها ليتزوجها ! فاستنكرت ذلك فماذا سيفعل بأبنائها؟! سأربيهم فليس لهم ذنبا! فهم
نتاج اغتصاب وليس زواج هكذا قال ! حاولت الإعتراض ليبتعد عنها ويتركها فسألها إن كانت تستمتع
بالإغتصاب يوميا ؟ شعرت باشمئزاز شديد وكادت أن تفرغ ما في جوفها وهي تصرخ فتجمع الناس حولهما وكأن الأتوبيس جاء بينهما
وسألوهما مابهما ؟فحكي حكايته فتعاطفوا معه وقالوا في صوت واحد إنهم معه حتي يسترد
حبيبته ! وسألوها عن زوجها فأخبرتهم فترددوا ! فذكرهم أنه من أمر باعتقاله وتعذيبه
و.. ولم يكمل كعادته.. ! انتابهم الصمت والتردد لحظات مرت كأنها الدهر عليهما ثم استجمعوا قواهم
وصاحوا هيا بنا لنجبره علي تطليقها ولنشهد
علي زواجكما! بكت الحبيبة وهي تسير بجواره
بين الجموع في طريقهم لمن اغتصبها باسم الزواج !.