رئيسية الموقع المجلة مكتبة الصور دواويين الشعراء المسموعة المنتديات

  
 

قسم قصص قصيرة
عفوا إنها أمي
تاريخ الإضافة: 10/06/2012 رشح | إهداء


     دخل الابن علي أمه وهي تتأمل آثار الضرب المبرح الذي أوجعها به زوجها علي جسدها فتلون بألوانٍ زرقاءٍ وحمراءٍ وكلما لمست الأم جزءاً تألمت ، تقدم الابن ولمس كتف أمه برقةٍ فسألته في استعطاف  هل يرضيه ما يفعله أبوه بها ؟! فهز الابن رأسه بالنفي فسألته مرةً  ثانية هل عنده من حل؟!  صمت الابن فأمسكت بكتفيه وطلبت منه أن يوقفه عن تعذيبها وضربه لها بيديه وبالعصا الخيرزان الطويلة ومن بذاءة لسانه!.

   امتلأت عيناه بالدموع وهويري نفسه عاجزاً عن حماية أمه من أبيه!فالأب لن يرحمه اذا سأله لماذا يفعل ذلك بأمه؟! فما باله لو حاول منعه من ضربها؟! شعرت الأم بصعوبة موقف ابنها فضمته  إلي صدرها فانهمرت الدموع من عينيه فبدأت تمسح دموعه بيديها، وطلبت من الله أن يتوفاها ويتولاها برحمته فبكي الابن  بحرقة شديدة عندما سمع أمه تطلب لنفسها الموت فازداد ضمها له ، تمالك الابن نفسه وتراجع إلي  الوراء فنظرت الأم إليه وهو يكابد نفسه ليطلب منها  أن تذهب إلي بيت أبيها ! وبدا أن الفكرة نالت قبولاً لديها فأخبرته أن عمته العانس سوف تمنعها اذا رأتها خارجةً حاملةً ملابسها.. فرسم الابن لها  الخطة ..

  تضع ملابسها في حقيبة وتعطيها لجارتها من النافذة ثم تقابلها قبل وصولها بيت أبيها، فنظرت الأم وسألت ابنها إن كان فكر في الأمر قبل ذلك؟؟ فأومأ لها بالإيجابلته أل

.. و طلب منها سرعة التنفيذ و أخبرها أنه سيذهب ليجلس في المسجد حتي تصل إلي بيت أبيها...

  عاد إلي البيت فاستقبلته عمته بابتسامة عريضة وهي تخبره أنها سمعته وهو يرسم الخطة لأمه! أسقط في يديه وهو يسمع كلمات عمته العانس فهل يدفع هو وأمه ثمن عنوستها ؟!.

  دخل الابن حجرته فوجد إخوته يذاكرون دروسهم ولا يشغلهم خروج أمهم !! شعر أن عمته أخبرت أخوته فقاطعوه ! لماذا؟ هل لأنه أراد أن يرحم أمه من العذاب وينقذ نفسه وأخوته من الخجل أمام زملائهم الذين يسمعون سباب أبيه لأمه و يسألونه لماذا يسب أبوه أمه دائماً؟!

 كانوا ينظرون إليه وهم يخبرونه أن رجلاً في القرية وجد رجلاً غريباً مع زوجته في غرفة نومه فأخذ يضربها ويسبها من يومها إلي اليوم !!. كان الابن يشعر أنهم يلمزونه في أمه! ولكنه عاد ليسأل نفسه ماذا سيفعل أبي ؟ هل سيضربني بشدة ؟ هل سيطردني من البيت ؟! ظل الابن يفكر لماذا لايهرب إلي المدينة ويبحث عن عمل  في ورشة ويعيش فيها؟ولكن هل يترك الدراسة وهو الأول علي المدرسة؟!.

 كاد عقل الابن أن ينفجر ونادته عمته بصوت عالي أشبه بالصراخ  فارتعش جسده رعشةً قوية! وخرج من حجرته يجر قدميه وقد انتابته مشاعر مختلطة من الحزن والخوف والاضطراب!! ما أن وضع قدمه خارج الحجرة حتي انتفض فقد رأي أباه ! فصرخ وحاول العودة إلي الحجرة ولكن أخوته أغلقوا الباب فسقط علي الأرض باكيا فوجد عمته ترفعه من الأرض ، تأمل وجهها وهي تضحك ! لم يكن أبوه هناك بل رآه من خوفه ! بكي الابن مرةً ثانية وحاولت عمته أن تخفف عنه ولكنه لم يهدأ، فسألته إن كان سيبكي حتي عودة أبيه؟! لم ينطق وظل منزويا في ركن البيت!

 عاد الأب فاستقبلته أخته وقصت عليه ما حدث فاستشاط غضباً ونادي ابنه بصوت جهوري فتحرك الابن في خطوات متثاقلة حتي وقف أمامه فسأله عما حدث ؟ تردد الابن فلطمه أبوه لطمةً قوية أردته أرضاً  فارتطم بالأرض والتصق بها وكأنما انتقلت إليه صلابتها! فنهض واقفا في ثبات مفاجيء وقال إنه الذي خطط لأمه! كانت كلماته الواضحة أقوي رد علي غطرسة أبيه الذي لطمه لطمةً أقوي من الأولي وهو يسأله لماذا؟ فنهض الابن وقد ازداد صلابة  وهو يقول إنه لم يجد سببا لما يفعله معها! وأن أصحابه يعيرونه ويلمحون إلي أشياء مخجلة! ولكن الأب ركله بقدمه ركلةً قوية فطار الابن وكاد يلتصق بالجدار ولكنه لم يضعف أمام طغيان أبيه الذي أخبره أنه حر فيما يفعله بها فهي زوجته ! فأجابه الابن إنها ليست جارية عنده ! فأمسك الأب برقبة ابنه وهو يقول له إنه أبوه، ولكن الابن استجمع قوته وهو يقول بصوت يشبه الصراخ ..وهي أمي ..وهي أمي.. ظل يرددها حتي سقط مغشياً عليه فتركوه وانفضوا من حوله !.




القصص القصيرة جدا
قصص قصيرة جدا
قصص قصيرة
مقالات

صاحبة الرسالة .. وأصحاب الرسائل
ابن سينا .. الإبداع الإنساني ...
إليها
إلي شهيد الحرية
أهواك

انتظار
لقاء بعد فراق
قصة حب
عفوا إنها أمي
أمومة عابرة

أرقام هواتف الادارة للمساعدة : محمد الراسبي : 99811116 - إبراهيم الرواحي : 95158950

لا يجوز نشر أي قصة إلا بكتابة إسم صاحبها