و أنا اللي بس حضنت الجرح في ضي النهار أطفال
تـراب و دم و دمـوعـي و بـغداد و حـزن منثور
أســاوم ضـحكـتي حـبر الـمسـافة و الـوعـود أطلال
تــلطــخنـي عـناويـن الـسهـر بـعد الـلقـا دسـتور
الا-يـا صـاحـبي ضـاعـت مـياديـن و صـروح طـوال
و تـاهـت فـينـي أشـياءٍ تـجاري دمـعة الـمقـهور
و أنــا يــا مــوطــني أصلا حـضنـتك هـامةٍ و جـبال
سـوالـف مـن زمـن جد العروق و صرختينٍ بور
تـــناديـــني و أنـــا خـــد الــفرات الــباكــي الــموال
و قـلب عـيونـه بـدربـي و دجـلة و ما راها يثور
و كــركــوك الـوفـا تـبقى أمـانـي بـالـوعـد مـرسـال
و موصل قد ما توصل ، توصّل لي أسى بطيور
يــا بـغداد الـحزيـنة كـيف تـغرْسـين الـجروح أجـيال
و أنـا مـا غـمضـت عيني أشوفك تصدمين بحور
تــجافــين الــتراب دمــوع و قــلبٍ خـاوي و تـمثـال
و أنـا فـينـي الشعور اللي يواجه ضربتك مجبور
و صــارت رحــلتــي هــم الـمواقـف لـي تـهز الـبال
تـهز الـريـح فـي صـدر الـجروح الـعاتية و تفور
و أنــا يــا صـاحـبي فـينـي هـمومٍ مـا رضـت تـنزال
أكــسّرهــا ، أجــرّحــها تـجيـني تـنزرع و تـدور
أمــانة لا بــغيــت أنــزف ، أبـنزف عـبرتـين وصـال
و أبـمشـي كـنهـا الـليـلة تموت و تشتعل بشعور
و أبــهدي خــطوتــي كــل الــليـالـي الـباكـية أبـطال
عـشان أنـي أعـيش الـلي بـقى لـي طامحٍ مغرور
عـراق و لـيتـني بـس قـد حـضنـتك دمـعتـين أطـفال
عـسانـي انـقتـل و أبـقى بـطيـنك عـالي و منثور