النظرة الخادعة

[يزيد فاضلي]

..لِهَمسةِ العَيْنِ-في نظرتها-لغاتٌ ولغاتٌ..ولغات...!!

إنها-أخي المبدع جناح الأسير-مِخرَزُ الانفساح إلى عالمها الذي يُحيط بها،وإذا كان اللسانُ مِغرفة القلب والجَنان فإنَّ العيْنَ-ولا شك-مرآة ما ينعكسُ عليها من جمال الأشياءِ وقـُبْحِها...

وما من شكٍّ أيضاً أن ما يسبَحُ في أغوار الأحداق يتجاوزُ بكثيرٍ مجردَ تلكَ الحدقةِ الزمُرُّدِيةِ-السوداء أو الحوراء أو الزرقاء أو الخضراء أو العسلاء-إلى عالمٍ آخرَ واسِعٍ فسيحٍ من الإيحاءِ والإيماء اللامتناهي من المعاني المضطرمة التي تملأ أطباقَ النفس وأغوار مشاعرها المتنوعةِ المتقلبة...

إن في ذبولها وجحوظها وخشوعها واتساعِها وبريقِها وتيهِهَا-من الدِّلالاتِ-ما لا يَحويه سِفْرٌ أو يقوى على استيعابه كتابٌ،لِذا لا نعْجَبُ أبداً إذا راحَ المصنفون من الحكماء والأدباء يتفننونَ-طولاً وعرضاً-في توصيفِ ملامحها بما لا يخطرُ على بال...

فقالوا : العيْنُ الخاشعة..والعيْنُ الواهمة..والعيْنُ الحاذقة..والعيْن الصادقة..والعيْن الكاذبة..والعيْن الخادعة..والعيْن الخائنة..والعيْن التائهة..والعين الحالمة..والعيْن الساهمة..والعيْن القادحة...الخ..الخ..



إن تلكَ الجوهرتيْن البرَّاقتيْن المنزويتيْن هناكَ في مِحْجَرَيْها لتحْكِيَانِ الكثيرَ الكثيرَ لوْ جازَ أن يكونَ لها لسانُ صِدْقٍ ومنطق..

ألمْ يقلْ فيهما مَنْ قالَ يوماً :

أجملُ ما في الوجوه العيــونُ ** وأشبَهُ شيْءٍ بها النرجِـــسُ..!!

وخداعُ العيْن قد يأتي ملتحِفاً وراءَ جفنِها الوادع ورمْشِها السيَّار،فلا تثريبَ أبداً على القلبِ إن أصابتْهُ النظرة في مقتل،فإنَّ العيْنَ حينَ ترنو بطرْفِها تُصيبُه في شِغافِه ولا مَفرَّ..!!

ألمْ تُصِبْ قلبَ شوقي رحمه اللهُ حين استحكمَ سهمُها في كبده..فصاحَ متأوِّهاً :

لما رَنا،حدثتني النفــــــسُ قائـــلة ً** يا وَيْحَ جنبـِكَ بالسهْم المُصيبِ رُمِــي
جحدتـُها وكتمتُ السهمَ في كبدي ** جُــرْحُ الأحبـــة عنــــدي غيِرُ ذي ألـَمِ..!!

أقرأ-أخي-ومضتـَكَ الخاطفة،فأرى فيها من الترميز والإيحاء ما يُدبِجُ عيْناً مغموسة ًفي جمالٍ ولو كانَتِ المخادَعَة ُمدحاً فيها يُشبِهُ الذَّمَّ..!!

مرحباً بكَ مبدعاً دائماً...

[زياد الحمداني (( جناح الأسير))]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزيد فاضلي

..لِهَمسةِ العَيْنِ-في نظرتها-لغاتٌ ولغاتٌ..ولغات...!!

إنها-أخي المبدع جناح الأسير-مِخرَزُ الانفساح إلى عالمها الذي يُحيط بها،وإذا كان اللسانُ مِغرفة القلب والجَنان فإنَّ العيْنَ-ولا شك-مرآة ما ينعكسُ عليها من جمال الأشياءِ وقـُبْحِها...

وما من شكٍّ أيضاً أن ما يسبَحُ في أغوار الأحداق يتجاوزُ بكثيرٍ مجردَ تلكَ الحدقةِ الزمُرُّدِيةِ-السوداء أو الحوراء أو الزرقاء أو الخضراء أو العسلاء-إلى عالمٍ آخرَ واسِعٍ فسيحٍ من الإيحاءِ والإيماء اللامتناهي من المعاني المضطرمة التي تملأ أطباقَ النفس وأغوار مشاعرها المتنوعةِ المتقلبة...

إن في ذبولها وجحوظها وخشوعها واتساعِها وبريقِها وتيهِهَا-من الدِّلالاتِ-ما لا يَحويه سِفْرٌ أو يقوى على استيعابه كتابٌ،لِذا لا نعْجَبُ أبداً إذا راحَ المصنفون من الحكماء والأدباء يتفننونَ-طولاً وعرضاً-في توصيفِ ملامحها بما لا يخطرُ على بال...

فقالوا : العيْنُ الخاشعة..والعيْنُ الواهمة..والعيْنُ الحاذقة..والعيْن الصادقة..والعيْن الكاذبة..والعيْن الخادعة..والعيْن الخائنة..والعيْن التائهة..والعين الحالمة..والعيْن الساهمة..والعيْن القادحة...الخ..الخ..



إن تلكَ الجوهرتيْن البرَّاقتيْن المنزويتيْن هناكَ في مِحْجَرَيْها لتحْكِيَانِ الكثيرَ الكثيرَ لوْ جازَ أن يكونَ لها لسانُ صِدْقٍ ومنطق..

ألمْ يقلْ فيهما مَنْ قالَ يوماً :

أجملُ ما في الوجوه العيــونُ ** وأشبَهُ شيْءٍ بها النرجِـــسُ..!!

وخداعُ العيْن قد يأتي ملتحِفاً وراءَ جفنِها الوادع ورمْشِها السيَّار،فلا تثريبَ أبداً على القلبِ إن أصابتْهُ النظرة في مقتل،فإنَّ العيْنَ حينَ ترنو بطرْفِها تُصيبُه في شِغافِه ولا مَفرَّ..!!

ألمْ تُصِبْ قلبَ شوقي رحمه اللهُ حين استحكمَ سهمُها في كبده..فصاحَ متأوِّهاً :

لما رَنا،حدثتني النفــــــسُ قائـــلة ً** يا وَيْحَ جنبـِكَ بالسهْم المُصيبِ رُمِــي
جحدتـُها وكتمتُ السهمَ في كبدي ** جُــرْحُ الأحبـــة عنــــدي غيِرُ ذي ألـَمِ..!!

أقرأ-أخي-ومضتـَكَ الخاطفة،فأرى فيها من الترميز والإيحاء ما يُدبِجُ عيْناً مغموسة ًفي جمالٍ ولو كانَتِ المخادَعَة ُمدحاً فيها يُشبِهُ الذَّمَّ..!!

مرحباً بكَ مبدعاً دائماً...

يال هذا التشريف المشرق في شرفات زاويتي المتواضعة قد ابحرت بي في توهان هذه النظرة الخادعة لتكون ثاقبة المغزى وجميلة المعنى ... فأزداد بريق المنثور ببهاء إطلالتك الرائعة لك مني كل التحايا الاستاذ يزيد فضايلي.