الدعوه عامه للجميع

[يزيد فاضلي]

...حفلٌ مُستوْحَى عن تلكَ التي أحبتْ بصدقٍ وجنون،فلم يُغمِضِ القلبُ عينـَه ليَقِرَّ حتى فتحَ جفنيْهِ القريحيْن على خيانةِ الحبيب ومهارته في إتقان فصل الغدْر بـ ( الكذبِ )..فكانَ رَدُّ الفِعْل أقسَى بما خلدَهُ تاريخُ العاشقين والمُحبين والمحبوبين..أعني هنا الأسطورة الأغريقية ( إلِكتـْــرَا )..!!

تلكَ التي رَقتْ..فأحبتْ..فأخلصتْ..فلمْ يَكُنْ بُدٌّ من حبيب القلب إلا أن تفضحُهُ الأقدارُ على الملأ،لأنه لم يتجاسَرْ على الحب،فيضعه-ولو كانت الحقيقة والواقعُ يَلسَعان لسعاً شديداً-في دربٍ طويل من الأكاذيب وليْسَ غيْر الأكاذيب..فإذ بـالْـ ( إلكترَا ) الرقيقة الحانية الشفوقة تنقلبُ إلى لبؤةٍ جريحةٍ لا تلوي على شيءٍ..!!

الناسُ من بعدِها راحوا يَكيلون لها ألفَ تعنيفٍ ومَلامَةٍ وعِتاب لأنها أفسَدتْ أرقَّ ما في فصل الحُبِّ وهو الجَوَى اللذيذ واللوعة اللاعجةِ التي يكتوي بها قلبُ مُحِبٍّ وهو ربيبُ إخلاصِه وتفانيه...

ولكنْ في الناس مَنْ أنصفـَها حين قال : إلكْترَا هي الوجه الحقيقي للحقد المقدس..!!

إنها صَدَى الكذب والنفاق وسمسرة العاطفة التي يُمارسها الحبيب الخدوع الماكر،حينما يستمر في مَدِّ أحبولته في أعماق قلب الحبيبة المسكينة الساذجة في غير ما وقفةِ صِدْقٍ-ولو كانتْ صعبة قاسية-هي مَن تصنعُ الحبَّ الحقيقيَّ الخالدَ ولو حكمتْ ظروفٌ صحيحة صادقة باستحالته..!! إلِكترا حينها ستتألم..ستـنفجر..ستحنق عليه..ولكنها في النهاية لن تنساه..وما تستطيع أن تنساه أبداً..أبداً...لأنه ببساطةٍ لم يكذبْ عليها..!!!

سيدتي..أنا لن أقول لكِ أن ترحلي بمشاعركِ تجاه الإشفاق حتى تستدري العطفَ حاشَا...!!

إنما أهمسُ للقلب الجريح..أن يُلملمَ بقايَاه..أو يَجمَعَ ما تناثرَ منها..وأن يسعى إلى أن يقفَ على رجليْه الكسيرتيْن من جديد..فإن حبيباً ( كذاباً ) مُخادِعاً مراوغاً خِبًّا لا يَجوز إعطاؤه أبداً فرصة التشهي بجراحاتِك،وإعطاؤه فرصة التلذذ بانكسار بقايَاكِ القصيفة في حفلةٍ شفوقةٍ تشبهُ ( حفلة العشاء الأخير..!! )...

جراحاتـُكِ-سيدتي-أغلى من أن ينزفَ رعافـُها من أجل غدور كذاب..!!!!

وإذا غــالَ الحبيبُ الكذابُ بكذبـِهِ فرخصيهِ بالترْكِ،وستكتشفين بعد لأيٍّ هوَانَ قيمته...!!!

مقطوعة نثرية حانية ٌوشجية ٌ،هي هذه المقطوعة التي تتحدث بلسان أولئكَ الذين اكتووا بالحب الصادق فذبحته دهاليزُ الكذب..!!

استمتعتُ حقا-أختي الكريمة-واستعبرتُ كثيراً بهذا الذي نثرتِ...