فضلا لا أمرا

[يزيد فاضلي]

...وعليكمُ السلامُ ورحمة اللهِ وبركاته أختي الكريمة البديعة مملكة الطموح...

( القراءة في كتاب )..أراهُ عنواناً فضفاضاً،حَمَّالُ أوجُهٍ،يحتملُ في الإثراء عِدةَ محاملَ،كلـُّها مظنة ٌللكتابةِ والتوجيه..

فهل ( القراءة في كتاب ) تعني هنا تقديم مُلخَّصٍ عنه،أي : تقديم ( تلخيصٍ ) له،وفي هذه الحالة سنتحدثُ عن آلياتِ التلخيص المعتمدة-على الأقل أدبيًّا-في الإلمام بعناصر وأبواب وأقسام الموضوع الذي تناوله الكتاب..؟؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أم هل ( القراءة في كتاب ) تعني هنا-بعد استيعابِ موضوعه-أن نقومَ بسردٍ استقرائي يُشبِهُ استنباطَ أهدافِ المؤلف المختلفة ( الأدبية،الاجتماعية،السياسية...الخ ) وغايَاته القريبة والبعيدة من موضوع كتابه..وهنا قطعاً سنتجاوز التلخيصَ إلى التشخيص..؟؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أم هل ( القراءة في كتاب ) تعني أن نعطي انطباعَنا-المبدئي والوجداني-في موضوع الكتاب من خلال إبداءِ وجهةِ نظرنا الذاتية في ما ورد فيه،بصرف النظر عن وُجهاتِ نظر الآخرينَ فيه..؟؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أم هل ( القراءة في كتابٍ ) تعني أنها مزيجٌ من الخَيَارَاتِ الثلاثةِ المذكورة،بحيث تتناولُ القراءة فيه كل الجوانب التي تعِنُّ للقارئ،وهو ما يُشبِهُ عادة ً مذكراتِ البحوثِ والأطروحاتِ التي تـُقَدَّمُ للإجازاتِ العلمية المختلفة،وتتضمنُ قراءاتٍ ( أكاديمية ً ) في مخطوطاتِ العلماء وكتب الباحثين ودواوين الشعراء ومجموعاتِ الأدباء الكاملة..؟؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إذن،تلاحظين-سيدتي الكريمة-أن المَخْلـَصَ مِنْ قراءةِ في كتابٍ مُعَيَّنٍ،يقتضي في الإجمال والعموم قراءتيْن :

- قراءة ٌموْضوعيَّة ٌعقلانية ٌ..

- وقراءة ٌذاتية ٌعاطفية ٌ..

وبيْنَ القراءتيْن بَوْنٌ واسِعٌ..وكلاهُما-من ناحيةِ الكتابة الأدبية-له طريقتـُه الخاصة وله آلياتـُه التي تتِمُّ قراءة الكتاب بها تبَعاً لنوع الموضوعِ ذاتِه..فقراءة ٌفي موضوعٍ عِلمِيٍّ تختلفُ قطعاً عن قراءَةٍ في موضوعٍ أدَبيٍّ..

آمُلُ-سيدتي الكريمة-قبلَ الإدْلاءِ بما سنوجِّهُكِ به أن تحددي أولاً حاجاتِكِ في تلك القراءة،حتى إذا تحددتْ إحداثياتـُها واتضحتْ لنا سَهُلَ علينا حينئذٍ إثراءُ المطلوب...

وسنكونُ-بإذن الله-في الخدمة بما فتحَ اللهُ تعالى به علينا وِفقَ تجاربنا وخبراتنا...

بوركتِ سيدتي..وتقبلَ اللهُ منا ومنكم الصيامَ والقيامَ وصالحَ الأعمال في هاتيكِ الأواخر العشر من بقيةِ الشهر الفضيل...