صمتٌ يجترُ البــــــــــــــــوح ..

[غربة أسير]

لماذا أبكي في صمتٍ ، وأنحرُ الدمع إذا سال بكَ من عيني الخائرة ..

لماذا أقهرني إذا سلوتكَ ذات فرح ..

لماذا أنساني حين أذكرك ، و تنساني لديك ..

لماذا حين أكتبكَ لا أستخدم أقلامَ الرصاصِ حتى لا أستطيع محوكَ يوما على غفلةٍ من قلبي ..

لماذا أرغبُ بنفيك من عالمي ، فأراكَ رغماً عني متشبثاً بأضلعي المكسورة بكَ كثيرا ..

لماذا أتناثرُ بداخلي ولا تجمعني وأنت المهيمنُ على عرشِ روحي ..

لماذا حين أنتَ كل أسئلتي يكونُ الجواب لا أدري ..

لماذا حين تعانقني تشنقني ..
وحين تُبعدني ألفظُ آخرَ أنفاسي بين يديك ..

لماذا حين أتذكرك أفقد كل إدراكي بما حولي إلا بك ..

لماذا حين أرغبُ بنسيانكَ أتذكرك .. وحين أتذكركَ تجتاحني كطوفانٍ يدمرُ كل مواني العودة المحتملة بداخلي ..

لماذا ؟
ولماذا ؟
ولماذا ؟
/
/
/

[غربة أسير]

أيها الطير ..
لماذا تضيقُ علي الفضاءات ..
ألم يكن قلبي أوسع من حدود السماء ؟!

لماذا تكسر جناحاي لدى أول محاولةٍ لي للطيران ..
ألم تعلمني أمي أن أكون وفية لأرضي وسمائي ؟!

لماذا أيها الطير ..
لماذا لم يعد لي وطن ..
وأنا التي رويت كل نبتة فيه بدمي ..
لماذا لم تزهر أرضي ..
لماذا لم ينبت سوى الصبار تحت قدمي ..
ألستُ أنا الوفاء ..
والعشق ..
والجنون ..
ألستُ انا من وجه السواقي للحقول الجافة ليرويها بالأمل ..

لماذا أيها الطير ؟
أجبني ..
فربما وأنت مسافر في علوك شاهدت البشر وعلمت طباعهم ..
لماذا من نبض بالصدقِ يُجازى بالكذب ؟
لماذا أيها الطير ؟
لماذا؟
__________________

[غربة أسير]

دمي يغلي بألف لماذا ..
روحي تتمزق بكل " لماذا " تخطر ببالك ..
وأتشتتُ ..
لماذا أنا من دونِ كل الوجوه العابرة بين الذكريات ..
لماذا تتخبطني المشاعر ..
وتتلقفني الأشباه من الوجوه ..

أود التوقف عن طرح هذه الــ " لماذا " التي أتعبتني ..

عل هناك يومٌ خلف الأفق ..
يحمل إجابة ..
قد يكونُ الرحيل هو الأقرب لأرواحنا المنهكة ..
ليس ثمةُ خيارٍ يا سيدي ..
كل الخياراتِ تؤدي للرحيل ..

وكل " لماذا " جوابها ارحلي ..

[غربة أسير]

ليتني أستطيع الاختباء ..
حيث لا أضواء ..
ولا ضجيج ..
ولا بشر ..
______________

لماذا أبكي وأنا التي عاهدتُ نفسي ألا أبكيك ..
لماذا أعاتبني على النهاية وأنا التي اخترتها ..
لماذا ..
ولماذا ..
ولماذا ..

تباً لكل " لماذا " تجتاحني ولا أجد لها جوابا ..
تباً للألم الذي يعتصر روحي ليرميها بعد العصرِ بلا حياة ..
تباً للقهر الذي يخذل جبروتي وغروري وكبريائي ..
تباً لكبريائي الذي يصر على الصمتِ رُغم انفجار الجرح ..
تباً لغروري الذي يبقيني عاليةً رُغم أنني أهوي ..
تباً لكَ لأنك بنيتَ بداخلي قصوراً من الجراح لا تندمل ولا يمحيها زمن ..
تباً لك لأنك علمتني أن أصرخ بصمتٍ في كل مساء :"ربي إني مظلومٌ فانتصر" ..
تباً لكَ لأنك غلفتني وزينتني ثم أهديتني لقمةً سائغةً للفراغِ وللعدم ..
تباً لكَ ..
وتبَّ قلبكَ الجائع إليك ..
وتبت عيناك الخالية إلا منك ..

ربما لا تعلم الآن ..
أنني أود تمزيقك بأظفاري المتآكلة بفعلك ..

تباً لكَ ..
لأنك علمتني ألا أغفرَ لكَ ..

تباً لك ..
لأنك بَصَمْتَ على قلبي بحبرِ أسود بصمة لا تزووووووووووووول ..

[غربة أسير]

واقعٌ مؤلم ..
ذلك الذي ينتشلك من داخلك ..
ليرميك على صخرة الآخر ..
عله يحن عليك ذات قدر ..

قسوةٌ تجتاح أضلعك ..
إنها لا ترحم ..
لا تجرؤ على ردها ..
لا تتمكن من تقبلها ..

آآآآآآآآآآآآآآآهٍ من الأقدار ..
كم تمحونا على عجل ..
كم تتسلى بتجريح أرواحنا ..
وتشتيت نفوسنا المشتتة أصلاً ..
ليتنا نمتلك القدرة لقول نعم وقت الحاجة إليها ..
وقولِ لا حين لا يهمس قلبنا إلا بها ..

سأعدُّ كل اللحظات المتبقية من الفرح ..
وسأذكرها على حين غرةٍ من الحزن ..
ولن أنسى حينها ..
أن أذكرك ..
أيها الموبوء بالأحزان ..

[غربة أسير]

يرحلون ..
وليتهم لا يتركون خلفهم أثر ..
يرحلون ..
وإمعاناً في إيلامنا ..
يخلفون في أرواحنا كل الأثر ..
لنظل دائماً نبحث عنهم ..
ونقتفي آثارهم ..
يرحلون ..
وليتهم لا يبقون بداخلنا ..
يرحلون ..
وليتنا لا نرحل معهم ..
لنظل من بعدهم أجساداً خاوية بلا أرواح ..
أو بقايا من نَفَس ..

[غربة أسير]

إكرامُ الميّت دفنه ..
وأنتَ لا زلتَ تحتفظُ بِجُثتي ..
في تابوتٍ نخرَ السوسُ بعضَ بقاياه ..
أبت أنانيتُك إلا تحنيطي ..
لتتلذذ بموتي ..
أسألكَ بالله ..
هل للموتِ من لذة ؟؟؟!!!

[غربة أسير]

أتعلم ..
ليسَ ثمَّةُ أمل ..
كنتُ أظن أنني ..
سأنحرُ كل خطواتي التي مشيتها نحوك ..
وأنني ..
سأُمزِقُ كل أفكاري التي أخذتني إليك ..
وأنني ..
سأُطفِىُ كلّ شموعي التي أوقدتُها في قلبك ..
وأنني ..
سأنسِفُ كلَّ الأحلام التي أهديتُها لك ..

ولكني اكتشفت أمراً ..
أنك لا تستحقُ من عمري أكثر مما أخذت ..
فآثرتُ الرحيل بصمت ..
شامخة بهزيمتي / انتصاري ..

[غربة أسير]

بعضُ الجِراحِ تبقى تنزِفُ حتى بعد اندِمالِها ..
ويبقى ذاكِ الشرخُ في ذاكرةِ الروح ..
ويبقى ذاكَ الإنكسارُ في النفس ..
ويبقى ذاكَ التداعي والانثيالُ لأركانِ الجَلَد ..
ويبقى ذاكَ الصمتُ الصارخُ كفى ..
باللهِ عليكَ كفى ..
ويبقى لكَ هنا ( ) في الفراغِ ..
بعضُ أثر ..


ولكنها بالتأكيد ..
تبقى ..
مُجردُ آثااااااارٍ ..
لااااا أكثر ..........
لااا
أ
ك
ث
ر