روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
عذوبة البوح : لتوأم الروح : غز... [ آخر الردود : خليل عفيفي - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     @في خاطري @ [ آخر الردود : وهج الروح - ]       »     زحمة مشاعر [ آخر الردود : خليل عفيفي - ]       »     رحلت بطيبك الصافي [ آخر الردود : خليل عفيفي - ]       »     مجاديف العتب [ آخر الردود : خليل عفيفي - ]       »     جنة الرعود - دراسة نقدية تحليل... [ آخر الردود : مصعب الرمادي - ]       »     أنشودة اهداء من ابنتي الطالبة ... [ آخر الردود : سالم سعيد المحيجري - ]       »     "دمعةٌ في عينيك… ومأوى" [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     شكر وعرفان لأم سالم [ آخر الردود : سالم سعيد المحيجري - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,968ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 3,244ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 9,319
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 55,104عدد الضغطات : 54,867عدد الضغطات : 54,945

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > النقد والكتابات الأدبية والسينمائية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #10  
قديم 24-07-2011, 05:09 PM
الصورة الرمزية أحمد الهديفي
أحمد الهديفي أحمد الهديفي غير متواجد حالياً
اللجنة الإعلامية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 123
افتراضي

(جبل الكور)...


تَحتضِنُهَا زُرقةُ السماءِ, تُغَطِيَها قُلنُسوة ضَبابيةً, وَجَدت لَهَا مكاناً بينَ الشُقوقِ العميقةِ الباردهِِ. صَفيرُ الرِيحِ يتقاذفُهُ الصَدَى بَينَ القِمَمِ المُتقابلهِ وعلى السُهُولِ المُظلِمهِ هُنَاكَ على صُخُورِالقِمَمِ, لوَثَتة مُخَلَفَاتِ الطُيُورِ المُحلِقَةِ في الأَرجاءِ.
عَلى أِحدى القِمَمِ يَقِفُ مُمسِكاً طرِيدَته. مِن تَحتِهِ أعواد كَثيره, وَفَوقَهَا رُؤوس مُشرَئِبه تَختَلِسُ مَا يَحَتضِنُهُ المنقار. يَتَكرَرُ المَشهد عِندَ كُلِ شُرُوقِ شمسِ الصباحِ.

على إحْدى القِمَمِ وَاصَلَ مسيرةَ أسَلافهِ. أناخوا فأَنَاخَ مَتَاعهُ, وَعَلَى الصُخُورِ المُبْعثَرهِ صَنَعَ الضِلَ. بَيْنَ شُجَيراتِ "البُوت" صَنَعَ المَكَانْ وَرَوَضَ الطبيعة. تَنَاسلتِْ الأجيال, تَحْتَ صَخْرةٍ كَبِيرة. لوَثَت التُرابْ. فَتنَهدتْ تَحْتَ الأغصانِ مَا خَلّفَتهُ بُطُونَها. طِوَالَ تِلكْ السنين تَطَاولتْ كَمَثِيلاتها, تَعَانَقتِ الأغصانِ, فحَجَبتْ خُيُوطُ الشَمْسِ.صَنَعتْ بَيتاً, لَمْ يَكُنْ سِوَا شَجَرا مِنْ "بُوتْ", وشعرًا من حيوانٍ حَبِكَتُهُ يداهُ, وأغصان ميِتة صَلَبَها بينْ الأرضِِ وَسَقفِ شُجَيراتِ "البُوتِ".

علَى إحْدى الزَوايَا, إفْتَرشَ الأرضِ. حَصيراً مِنْ شَعْرٍ, وغِطاءاً صَغير. يُغْطي جَسَدُهُ. ومنْ فَوقِهِ عَلّقّ "السِمّةْ والقُفْران" وَخِمَارٌ أسودْ, تَحتََهُ قَبْرٌ مَبلول, يَحَتضِنُهُ غُصْنُ شَجَرةٍ قَديمٍ مَليءٌ بالأشواكِ.
كَانَ اسْمُهُ مرهون. رَجُلٌ سَبعينيْ. نَحِيلُ الجَسَدِ. مَلأَتْ رِيَحُتُهُ المَكانَ. فانتمى إليه. تَيبسَتْ قَدماهُ, مِنْ قسوةِ المَكْانِ. فَانَتَعلْ الأرضَ. يَلِفُ إزارهُ المُمتَدِ إلى مُنْتَصَفِ ساقيهِ. يَتَدلى مِنُهُ حبلُ الشْعْرِ المَشدُودِ على خاصرتهِ. يُغْطِي أعْلى جَسَدُهُ لِحافٌ من قُطْنٍ. تَبْرُزُ عُروقِ رَقَبتِه. فتعكِسُ ضوءَ الشمسِ, تختفي عَينَاهُ. يُغَطيهما شعْرُ جِفْنيهِ. فَتَبْرُزُ قَسْوةُ المَكَانِ. تَمْوَجتْ نَاصيتُهُ.عبْر الأيامِ. غَطْتْ لِحيَتُهُ الفضيه وَجْهَهُ الحزين.
***
أَصْواتُ ذِئابِ القِمَمِ تَحمِلُ طَرائِدَ الليلِ الطويلِ. يُغَادِرُ صَوْتُهَا المكانَ. عندَ هذهِ السَاعه, يَتثائبُ الفجرُ, فتبدأُ رِحلةُ النَهَارِ. إمتلئتْ لحيتُهُ بالماءِ. استَقْبلَ الغروبِ. من خلفهِ ظَهَرَ أوَلُ خيْطٍ للشمسِ. نَثَرَ المَاءَ على القبْرِ. عِنْدَ الزاويه من فَوْقِ لِحَافِ الشَعْرِ. تَنَاوَلَ عَصاهُ وَخِرقةٌ صَغيرة. مُعلقة على نهايته.بداخلها خُبْز ٌقَديم, وَبُضَعَ تمراتْ. أجُتذِبتْ نحوَ ترابِ الأرضِ.

تَعالتِ الأصواتُ. إتَجَهَ إليهَا. رُؤوسٌ تُنَاجي, قطرَةَ ماءٍ, وأديمٍ ليستَقِرَ في بُطُونِها المُفرَغَه. أشَاَرَ علَيَها بِعَصاهُ.
"أحَمِدُهُ على نِعَمِهِ" قالها مرهون.
نََثَرَ المِلحَ عَلى الأجسَادِ. لِئَلاَ تَراَهَا الجَمَاعةُ المُقْبِلَه, فَأخَتفتْ واخَْتََفَى خلفَهَا الماءَ تَحْتَ الصَخْرةِ الكَبيرةِ المُعَلقهِ. غَطّتِّ القِمَمِ, والوادي, والسَهْلَ المُظْلِمِ. تَبِعَهَا يَنَتعِل الأرضَ. يَصْدَحُ بِصوتٍ عذْب. فَراغ الجَبَلْ إلتَحَمَْ مَعَْ فَرَاغِهِ. فَكّوَنْ أبيات مِنْ شِعر. وَعَلى كِلا سَاقيْهِ رَبَطَ حبلأً صَغير. حبلاً من شَعْرٍ. سُئِلَ: لما الشَعرُ؟!
"الشْعرُ يُخيِفُ الحياتَ وَيَقتُلُ الهَوامَْ والنَملَ والعَقْربْ". قال: مرهون.


الشْمسُ في كََبِِدِ السْمَاءِ. إنَتصَفَْ النَهار. عَادَ راجِعاً مُمْسِكَا عَصَاهُ, يُعَلِقُهَا على كَتِْفِهِ. في نِهَايتِهِ خِرقَةُ قِمَاش تُأرجِحُهَا الريح. وفي اليدِ الأُخْري سَعَف مبْلول. مليئ بالماءِ. كَانَ قدْ خبّأهُ في عينِ الماءِ. وصَلَ الظِلَّ. التَقَطَ أنفاسَهُ. إفتَرشَ الأرضَ. رَوَضَ السَعَفَ. فصنَعَ قْفيرا وحبلا "وسمه" كبيره, كانَ أحدُهمْ قدْ طَلَبهَا ممنْ قَطَنوا تَحتَ الجبل.


أُناس يبتلِعهم الوادي. نَحوَ ظُلمتِهِ. سَاروا حيثُ سَارْ. على أقدامِهِمْ رُقَع من جلد وفوق رؤوسهم لحاف من صوفٍ تتقدمهمْ دابة, يُلازمُهَا أحَدهُمْ يَضِرِبُهَا بِعَصاهُ فَتَجُرُ جِسْمَهَا الثقيلُ. محملة "جراب " من تمرٍ. تلَهثُ حَنَاجرهمْ لتَبْتَلِعَ الهواءَ. وصَلوا الى حيثُ أراحَ جَسَده,ُ قَبّلّتْ رُكَبهم الأرضَ فَجَلسوا القُرْفُصَاءَ. جَحَُضَتْ أعُينُهم للمكانِ. قْبر مبلول !
سأَلَ أحدُهُم: "لما دائماً مبلول؟ ولِمَا الغُصُنُ الشائِكِ عليه؟!" سمِعَهُمْ يهمِسُونَ. نَظَرَ إليهم نظرةَ أستياء.
"الرُوحُ معلقة على القَبْرِ تَحتاجُ الى ماءٍ" قال: مرهون.

كُنتُ مَعَهُمْ.التَحِفُ الصَمَتْ أُرَاقِبُ عنْ كثبٍ ما يَحدِثُ بينَ الصُخُوِر. ظلوا يتساومونَ. عندَ ساعاتِ النهارِ الأخيرةِ فابتاعوا ما يشْتَهُونَ. يبتلعونَ ما أفرزهُ الجَبْلَ. يثرثرون .
أما هوَ فظَلَ صامِتا يُحرِكُ أصابعَ يديه المليئةُ بسعَفِ النخلِ.
على القِمَمِ المتراميه, إختفتِ خُيُوطُ الشمسِ.فَعَادَ النَهارُ الى مخبئِهِ. حمِل عصاهُ واتجهَ نحوَ الغُرُوبِ.أفرَغَ ما في فاهُ. ملأَ صداهُ الجَبَلَ. فاتَجْهتْ اليِهِ بِطانا تجُرُ أجسامها.
ساروا فسرتُ معَهُم. فتركنا المَكانَ تَحت لِحافِ ظلِ الأرضِ.

دارتِ الأرضُ دوراتها. زارتْ الريحٌ القِمَمِ. فحملت في طياتها, خِماراً أسودْ, وخِرقةٌ صغيره فارغه, فأسقطتْ ثِمارُ "البوت". حتى الأورَاقَ انجَذْبتْ نَحوَ صُخورِ الأرضِ. فملأتْ شُقُوقَهَا. فامتصت رائحةُ المكانِ.

إمتلأتْ السماءُ نقيقَ طُيور سمينة سوداءَ حلّقتّ فَوقَ القِمَمِ. من تحتها. قبر عتيق, وعين بِلا ماءٍ, وجسدٌ بلا قبر.




تمت...

ماجد حمد الهنائي
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:06 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية