::><:: قِــــرَاءةٌ مَــــنْسِـيَــــةٌ .. ::><::

[خميس اليعقوبي]

قِــــرَاءةٌ مَــــنْسِـيَــــةٌ ..

لَطَالما كَانَتْ الابْتِسَامَةُ عَلى ثَغْرِهَا مُمِيَزَةٌ
حَدَّ الجِنُونِ ..
مِمَا جَعَلهَا تَتَنَاغَمُ مَعْ ازِدِوَاجِيَةِ الحَيَاةِ
فَأصْبِحَتْ تَرسِمُ آمَالاً عَرِيْضِةً ..
عَلى ضِفَافِ مُستَقْبَلها القَادِمِ
مِمَا يُثِيرُ الحِيْرَةَ فِيْ مُحَيّاهَا..
وَهُنَاكـَ
على ضِفَافِ النَّهْرِ تَسْتَعِيدُ ذِكْرَيَاتِها
عَائِدَةً إلى طُفُولَةِ المَاضَيْ القَرِيبِ ..
لِتَسْتَمْتِعَ بِرَائِحَةِ عَبَقِ الحَيَاةِ و رِيْحِ بَلْسَمِهَا
الغَارِقِ فِيْ أَحْلاَمِ الطِفُولَةِ ..
فَكَمْ أَغْوَتَها رِيَاضُ الأرِضِ
وَأثَارَتْ إعْجَابَهَا فَرَاشَةٌ تَتَهَادَى
مُحَلِقَةً مَعْ نَسَمَاتِ الهَواءِ الدّافِئَةِ ..
تَذَكرَتْ غَوُصَهَا فِيْ حَنَايَا المَــاءِ الجَاريِ
تَبَعْثَرتْ مَعْ نَسَائِم فَرَحِهَا
عُذُوبَةِ مُلاَمَسَةِ الأطَفَالِ للرِّمَالِ ..
تَدَحْرَجَتْ عَلى خُصْلاَتِ شَعْرِهَا ..
عَلاَمَاتٍ بَيْضَاءَ ..
ليْسَتْ شَيْبَاً .. إنَّمَا ..
بَقَايَا خُيوطِ العَنْكَبُوتِ .
وتَدرَّجَتْ إلى أَعْمَاقِ بِيُوتِ الطِّيْنِ
تَسْتَرِقُ النَّظَر مِنْ الغُرفَةِ للأخُرَى ..
وسَعَتْ إلى قِطْعَةٍ فَخَّاريِةٍ مُعَلقَةٍ عَلى الجِّدَار
تَمُدُ يَدَيَّها لعَلّهَا تَصِلُ ..
لتَلْتَقِطَ مَعَهَا تُرَاثاً قَدِيْماً غَاَصَ
فِيْ أعْمَاقِ المَاضِي البَعِيدِ ..
تِلكـَ هي قِصَةُ الفَتَاةِ التي لا تَزَالُ
تَتَـأَرجَحُ فِيْ مُخَيْلتِها ..
ذكْرَيَاتٌ مَاضِيِةٌ : غَاصَتْ مَعَها فِيْ القَبِرِ ..
همْسَةٌ ..
تَرْحَلُ بِنَا الأحْلامُ بَعيْداً
لِتُعَانِقَ مَشَاعِراً مُتَنوعَةً
وفـَجَأةٌ يـَخْطِفُها القَدَرُ ..
لِتَرْحَلَ هيْ وتَـبْـقَى كَلِـمَاتُنَا
تَنْبِضُ بِالأَلـَمِ ..
:: أخوكم.. خميس اليعقوبي
أعماق السكون 13 ::