المجلة الادبية YOU COULD PUT BANNER/TEXT/HTML HERE, OR JUST REMOVE ME, I AM IN header.htm TEMPLATE

جديد الأخبار


تغذيات RSS

الأخبار
العدد 16
قراءة للكاتب فهد مبارك في الزمن في فيلم الحنين للمخرج الروسي آندريه تاركوفسكي
قراءة للكاتب فهد مبارك في الزمن في فيلم الحنين للمخرج الروسي آندريه تاركوفسكي
02-26-2011 08:26 PM
الزمن في فيلم الحنين للمخرج الروسي آندريه تاركوفسكي
للكاتب : فهد مبارك الحجري


جميل ان نجعل نصب أعيننا ذاك الحنين الذي تسكنه روح ثانية أثيرية انبثقت من الروح الحاضرة التي نحاول أن نجد لها تفسيرات ورؤى لنفهم ولو بشكل بسيط جدا ماهيّة الانسان ..

يمثل الحنين إشكالية روحا ثانيا في الانسان ، من نوع مختلف تتشكل لديه أو ترهق الانسان ما يمرّ بذاكرته من ذكريات تتشكل ضمن صورتها الذهنية التي تتكئ على موارد الذهن من شخوص وزمن ذهني يحتفي بكل التفاصيل الماضية والذي استوقفني في هذا الفيلم هو كيفية تعاطي المخرج آندريهتاركوفسكي مع الزمن المرتبط بشريا بالانسان ومن خلال إعادة تشكيله ( ماضويا) عبر قنوات الذهن .. وهنا سوف ندرك أن الانسان يأخذ ما يترتب على لحظة الهذيان التي تخلق لديه حياة الماضي أمام عينيه عندما يقف في نفس المكان الذي تشكّلت أحداثه فيه ولكن هنا سوف يحدث تخمّر لكل التفاصيل وحلول صورا ذهنيا تجعل من الشخص الواقف في اللحظة الآنية أو الزمن الآني يعيش ( في نفس اللحظة ) زمنا ذهنيا يرتمي في أحضان ذاكرته ليعيش زمنين ولكن هنا تتبدل الآية :

فالذي يسيطر على الموقف الحادث هو الزمن الذهني بكل تفاصيله في المكان ولا يمكن لهذا الإنسان أن يسيطر على ما يحدث في ذهنه ، فيغيب الزمن الآني أو الحقيقي لتُخلق في اللحظة روحا ثانية أثيرية تحاور المكان لتعيد الزمن الماضي وتجعله حاضرا في اللحظة المعاشة ذهنيا فتتبدل المعايير وتزحف كل المعطيات ، كل العناصر التي عاشها الشخص ، وهنا يحدث أحيانا خلط بين ما هو شخصيّ بحت حادثا ضمن زمان ومكان ، وبين ما هو حادث في الحاضر ويتم ربط الذكريات بالمستقبل الذي ترسمه الصورة الذهنية بعد أن أخذت تعيد ما حدث في الماضي ، فتظهر علامات ( السرحان ) حيث يسرح هذا الشخص بشكل عميق جدا في لحظة ربط الصورة الذهنية الماضية بالمستقبلية ، فيحدث انحدار وبعد عن الحاضر ضمن زمن تشكل في الذهن يعيشه الانسان في اللحظة وهو في نفس الوقت ( جسديا ) يعايش الزمن الحاضر أو الزمن الآني الذي يصبح في تلك اللحظة سجنا يحاول الانسان أن يتخلص منه وذلك حتى يعود لذكرياته الماضية أو يتقدم مستقبلا لما تشكّل ورسم في ذهنه من صور وأزمنة تحقق ما تصبو له حالته الحاضرة وكيانه كإنسان .. ولو استطاع الانسان أن يفكك هذه الشفرة سوف يكتشف أسرارا عظيمة وكبيرة عن الانسانية وعن الروح ..

آندريهتاركوفسكي في فيلمه الحنين أخذ يبعث للمشاهد صورة الإنسان الحاضر الذي يبحث عن تداعياته الماضية التي تجعل منه وهو في الحاضر يتفكك إلى شظايا تحاول أن تلملم ما فقده الإنسان من أمكنة وأزمنة حدثت فيها كل المعطيات المنبثقة من روحه كإنسان ، والجميل في الفيلم هو أن المخرج آندريهتاركوفسكي يحاول أن يخبرنا أن الإنسان لديه ارتباط وثيق وقوي بالماضي ، بماضيه، مهما تكن قسوة ذلك الماضي ، وهذه يمكن أن نعتبرها حاليا حقيقة بشرية تسيطر على كثير من البشر ، فلماذا يحنّ الإنسان إلى ماضيه ..؟ ، ولماذا يرهق نفسه أحيانا في الوصول إلى أمكنة ارتبطت لديه بذكريات وحياة ، خاصة في نفس الأوقات التي حدثت فيها تلك الأحداث في نفس المكان .. كل هذه الصور لا يمكن لنا أن نتصورها بشكل واضح إلا عندما نشاهد شاشة السينما تتكلم بصورها .. هذا الذي حدث في فيلم الحنين ، هو محاولة لتأكيد رؤية المخرج الروسي آندريهتاركوفسكي ، وهكذا رؤيته للزمن تنبثق من خلال تعاطيه مع المشاهد التي حاول أن فيها أن يؤكد لمشاهديه هذه الصورة وذلك عندما تبعها أحيانا بطول اللقطات وتأكيدها بتفاصيل دقيقة تُشعر المشاهد للفيلم بالضجر ولكنه هنا يحاول أن يوصل فكرته ورؤيته التي طالما كان مؤمنا بها ، إنه مخرج عصامي في توصيل الأفضل لمشاهدي أفلامه ..

الذي جعلني اكتب عن هذا الفيلم هو حضوري لمشاهدته في صالة سينما الشاطئ ضمن الفعاليات الثقافية لمهرجان مسقط والذي أعقبه عبدالله حبيب بقراءة جميلة للفيلم ، فكانت لديّ بعض الإشكالات الزمنية التي حاولت أن أوضحها هنا في هذا الموضوع الذي كتبته ..

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 178


خدمات المحتوى


تقييم
5.37/10 (125 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.