 |
قسم ظلال بلون المياه قصيدة الأب |
لن أنخدع مرةً أخرى يا أبي . سأقود حياتي الى حافة الينبوع ، وأنام على العشب وأنظر الى رحيل السحب الى بستان الجحيم . أجل ، الليل خذلني يا أبي . خذلني ليل الزمن وأنت تستعد للعبور الى الشاطئ الآخر . أجل أذكر كيف كنت تعبر المسافات الطويلة بأجنحة غضب هائل . وتتركني وحيداً أرعى الحيرة في بئر يوسف يا أبي . لكنني لم أرَ الذئب إلا بعد أن كبرت وأمسكت بالجمرة . لذلك لن تكون لي سنوات إضافية مثلك . سأغادر القلعة مبكراً ، قبيل الغروب ربما تحت ظلال النارنجة التي زرعناها معاً . أنا مَن كسّر الجرة وهرّب التماثيل الى الغابة . لكنني كنت صغيراً يا أبي . يأتي النسيم من كل الآبار . تأتيني كلمة الأم ، في الطريق التي ستمجد اليد الذهبية يا أبي . في الهواء تتجول وفي بيت الأزهار أيضاً . هناك نسيت الكلمة أن تعيد نفسها الى الضوء . لا ، لن أستطيع ، أنا لست شاعراً يا أبي . نافذة المعبد تكفي كي أنام . لذا ستعود حياتي كلها الى هناك . الى تلك البئر التي لم يشرب منها غير الأرامل واليتامى والمنتحرين . لن أنخدع مرة أخرى . سأشرب النبيذ الطيّب وأضع يدي في النهر البارد حتى يطفو قلبي مثل اللؤلؤة يا أبي .
|
|
|
| | |